موجود مطلق ، التي لا يتوقّف عروضها للموجود على أن يصير تعليميّاً أو طبيعيّاً ، لاستغنيتَ عن كلّ هذه التكلّفات وأشباهها » فإذا وجدتَ محمولاً يُحمل على الموجود من حيث هو موجود مطلق فهو من النعوت والعوارض الذاتية لموضوع الفلسفة ومندرج في الأمور العامّة ، وأمّا إذا لم يكن المحمول منتزعاً من ذات الموضوع ولا محمولاً عليه بالمباشرة وإنّما يحتاج الموضوع إلى تخصّص طبيعيّ أو رياضيّ لكي يعرضه ذلك المحمول ، فاعلم أنّه من العوارض الغريبة الخارجة عن الأمور العامّة والمندرجة في موضوعات العلوم الجزئية الخاصّة . 3 - ضابطة المسألة في كلّ علم عند صدر المتألّهين بعد أن أثبت صدر المتألّهين الضابطة المعتبرة في تحديد المسألة الفلسفيّة وتمييزها عن غيرها ، انتقل إلى بيان ضابط المسألة في كلّ علم سواء كان هو الفلسفة أم غيرها من العلوم الأخرى . ويقتصر كلام المصنّف في المقام على العلوم الحقيقيّة التي تكون الرابطة بين الموضوع والمحمول في مسائلها رابطة وجودية نفس أمرية ، وأمّا العلوم الاعتبارية التي تكون العلاقة بين موضوعات ومحمولات مسائلها علاقة جعلية فهي خارجة عن محلّ البحث ، وهذا ما أشار إليه الطباطبائي في إحدى حواشيه وتعليقاته المفصّلة في المقام ، حيث قال بعد كلام طويل له في إثبات موضوع العلم وتحديد عوارضه الذاتية : « فهذه جُمل أحكام المحمولات الذاتية ، والتأمّل الوافي فيها يُرشدك إلى أنّ ذلك كلّه إنّما يجري في العلوم البرهانية من حيث جريان البرهان فيها ، وأمّا العلوم الاعتبارية التي موضوعاتها أمور اعتبارية غير حقيقيّة ، فلا دليل على جريان شئ من هذه الأحكام فيها أصلاً » [1] .
[1] الحكمة المتعالية ، صدر المتألّهين ، مصدر سابق : ج 1 ص 32 ، الحاشية رقم : ( 1 ) .