إثبات موضوعاتها على تحقيق ذلك في المباحث الفلسفيّة . هذه هي حصيلة ما أراد المصنّف بيانه في هذه المقدّمة . أضواء على النصّ 1 - قوله « قدس سره » : ( في النظر إلى طبيعة الوجود وعوارضه الذاتية ) . مراد المصنّف من طبيعة الوجود هو حقيقة الوجود من حيث هي هي ، من دون النظر إلى الوجودات المتحصّصة والمصاديق الخاصّة . وأمّا المراد من العوارض الذاتية للوجود فسيأتي البحث فيه مفصّلاً في الأبحاث اللاحقة . 2 - قوله « قدس سره » : ( وفيه مسالك ) . لقد عبّر صدر المتألّهين عن منازل ومقاطع السفر الأوّل من الحقّ إلى الخلق بالمسالك ، كما أنّه عبّر عن مقاطع السفر الثاني وهو الإلهيّات بالمعنى الأخصّ بالمواقف ، وقد عبّر عن مباحث السفر الرابع وهي أبحاث النفس وعلم المعاد بالأبواب ، وقد حاول بعض الأعلام توجيه هذا التنوّع والاختلاف في التعبير بحسب اختلاف الأسفار [1] ، ولكنّنا لا نرى فائدة في مثل هكذا أبحاث ، لأنّها لا تعدو كونها إستذواقات خارجة عن إطار البحث العلمي . 3 - قوله « قدس سره » : ( في المعارف التي يحتاج إليها الإنسان في جميع العلوم ) . قد يُطلق العلم ويُراد به الملكة النفسانيّة التي يتحقّق على أساسها الفهم والإدراك ، والتي يصطلح عليها عند المشائين بالكيف النفساني ، كما يصطلح عليها في الحكمة المتعالية بأنّها نور أو نحو من الوجود .
[1] انظر : الرحيق المختوم ، الشيخ جوادي آملي ، دار الإسراء ، قم : ج 1 ص 12 .