responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 217


الإمكان على نظامه الأحسن ، هذا كلّه بالنسبة إلى ما يرتبط بكان الناقصة للوجود ، أي أكمليّة نظام عالم الوجود .
ثمّ يترقّى صدر المتألّهين قائلاً : « بل سبباً لنفس الوجود » أي على مستوى كان التامّة « إذ ما لم يعرف الوجود على ما هو عليه لا يمكن إيجاده وإيلاده ، والوجود خيرٌ محض ، ولا شرف إلاّ في الخير الوجودي » فأصل الوجود لا يمكن صدوره عن الواجب تعالى إلاّ على أساس الحكمة والعلم بالأشياء على ما هي عليه .
ويحاول صدر المتألّهين بعد ذلك أن يؤيّد ما ذكره من المنزلة والشرف للحكمة بجملة من الآيات القرآنية ، كقوله تعالى :
* ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) * [1] .
وقوله : * ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ) * [2] .
وقوله : * ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَة ) * [3] .
كلّ ذلك على سبيل المدح وفي معرض الإحسان والامتنان ، ممّا يكشف عن عظمة الحكمة وعلوّ منزلتها ، وبهذا الاعتبار قد سمّى الله تعالى نفسه حكيماً في مواضع كثيرة من القرآن الكريم .
ثمّ حمل المصنّف معنى الحكمة في القرآن الكريم على ما ذكره من المعنى المتقدّم للحكمة ، واستكشف من ذلك عظمة الحكمة التي هي محلّ بحثنا .
وسيأتي مزيد إيضاح لهذه النقطة في الأبحاث اللاحقة ، وذلك عندما نتعرّض إلى موقع الفلسفة ودورها بالنسبة إلى سائر العلوم الأخرى ، حيث يتوقّف



[1] البقرة : 269 .
[2] آل عمران : 81 .
[3] لقمان : 12 .

217

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست