responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 173


وفي ضوء ما ذكرناه يتضح أنّ الظاهرة العامّة لكلّ شريعة إنّما هي انعكاس تامّ لمظهريّة النبيّ المرسُل بها ، فمن كان مظهراً لأسماء الجمال تنعكس الرحمة والرأفة والسماح والعفو على مفردات شريعته كما هو الحال في ظاهر شريعة السيّد المسيح « عليه السلام » ، ومن كان مظهراً لأسماء الجلال فسوف تنعكس مظاهر الغضب والقوّة والشدّة والبأس على ظاهر ومفردات شريعته ، كما هو الحال في ظاهر شريعة الكليم موسى « عليه السلام » ، في حين إنّك تلمح بوضوح صورة جامعة لكلّ تلك المظاهر في الشريعة المحمّديّة ، وما ذلك إلاّ لأجل كون النبيّ الأكرم « صلى الله عليه وآله » كان مظهراً للاسم الأعظم الجامع لكلّ الكمالات ، للرأفة والرحمة بأعلى مراتبهما ، وللعقوبة والغضب بأعلى مراتبهما ، ومن هنا نفهم بوضوح لماذا صارت الخاتمية في الشريعة المحمّدية ، وأنّها هي المهيمنة على جميع الشرائع ، وليس ذلك إلاّ لأجل كونها قد انصبغت بمظهريّة الاسم الأعظم ، حيث اكتسبت عظمتها وجلالتها وخاتميّتها من عظمة وجلالة وخاتمية النبي الأكرم « صلى الله عليه وآله » .
ومن هنا يتضح السرّ في تابعية جميع الأنبياء والرسل إلى الرسول الأعظم « صلى الله عليه وآله » ، فكلّ نبيّ أو رسول مهما بلغ من مراتب ومهما تمظهر بمظهريّة الأسماء والصفات الإلهية فإنّه يبقى منضوياً تحت لواء الاسم الأعظم الجامع لكلّ الكمالات ، والرسول الأكرم « صلى الله عليه وآله » وأهل بيته « عليهم السلام » هم المظهر الأتمّ لهذا الاسم ، فكان العود إليهم والتابعية لهم أمراً منطقياً وضرورياً وفق مقتضيات الأسفار العملية الأربعة .
5 . العزلة والعود بنحو التجلّي لقد عرفت أنّ السالك بعد أن يأخذ قسطه من معارف التوحيد والشهود في السفر الثاني يشرع في السفر الثالث ( من الحقّ إلى الخلق بالحقّ ) ، وهذا يعني أنّه سوف تكون له وظيفة جديدة ومسؤولية أُخرى ، ولكنّ هذا السفر الثالث

173

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست