responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 172


وقال : * ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ) * [1] .
ولا يخفى أنّ ما يغترفه العارف في السفر الثاني إنّما هو معارف التوحيد ؛ ما يعني أنّ السالك بقدر ما اغترفه من هذه المعارف تتحدّد قوّة توحيده ويتعيّن مقامه .
ومن الجدير بالذكر أنّ أقصى ما وصل إليه إنسان في هذا السفر وأكثر ما اغترفه من معارف التوحيد هو الرسول الأعظم « صلى الله عليه وآله » ، فكان له مقام القطبية ومقام الخاتمية في عالم الإمكان ، فهو « صلى الله عليه وآله » الصادر الأوّل في قوس النزول ، وهو القطب والخاتم في قوس الصعود .
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المقام الرفيع بقوله تعالى : * ( وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) * [2] .
فالآية لم تقل : « إلى ربّ العالمين » ، وإّنما قالت « إلى ربّك » ، والخطاب هنا موجّه إلى الرسول الأعظم « صلى الله عليه وآله » الذي وصل بسيره إلى المنتهى ، حيث لا مقام بعده ، فهو « صلى الله عليه وآله » مصدر الصوادر وخاتمة الوصول ، وهو الأوّل في قوس النزول وهو الأقصى في قوس الصعود [3] .



[1] البقرة : 253 .
[2] النجم : 42 .
[3] عن أبي عبد الله « عليه السلام » أنّه قال : « لمّا عرج برسول الله « صلى الله عليه وآله » انتهى به جبرئيل إلى مكان فخلّى عنه ، فقال له : يا جبرئيل تخلّيني على هذه الحالة ؟ فقال : امضه ، فوالله لقد وطئت مكاناً ما وطئه بشر وما مشى فيه بشر قبلك » ، أصول الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 442 . وعن أبي عبد الله « عليه السلام » أنّه قال « . . . ثمّ مضى به جبرئيل « عليه السلام » حتى انتهى به إلى موضع . . . فقال له : امضِ يا محمد ، فقال له : يا جبرئيل تدعني في هذا الموضع ؟ فقال : فقال له : يا محمد ليس لي أن أجوز هذا المقام ، ولقد وطئت موضعاً ما وطئه أحد قبلك ، ولا يطأه أحد بعدك ، قال : ففتح الله له من العظيم ما شاء الله » ، بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 18 ص 403 ح 106 .

172

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست