الطائفتين والتوفيق بينهما » [1] . وقال أيضاً في الطريقة التي اتّبعها في كتابة الأسفار الأربعة - الذي هو أجلّ وأعظم كتب الفلسفة ، ولولا خوف المغالاة لقلنا إنّه أعظم كتاب فلسفيّ أنتجه إلى زماننا ذهن بشريّ غير معصوم ، وهو موضوع للدراسات العميقة في ميادين مشاكل الكون العظمى ، يعالجها بطريقة مبتكرة غير معهودة - قال عنه : « إنّه قد اندمجت فيه العلوم التألّهية في الحكمة البحثية ، وتدرّعت فيه الحقائق الكشفية بالبيانات التعليمية ، وتسربلت الأسرار الربانية بالعبارات المأنوسة للطباع » [2] . 5 - موقع الشريعة إلى هنا اتّضح أنّ صدر الدين الشيرازي استند إلى المعطيات العقلية البرهانية إلى جنب المكاشفات العرفانية للوصول إلى حقائق الوجود ومعرفة أسراره ، ولكن مع هذا كلّه نجد أنّ موقف فلسفته تجاه آراء الشريعة لم يكن سلبياً أو هامشياً ، وإنّما كان موقفاً يعبّر عن أصالة الآراء الدينية وأنّها قادرة على أن تكون عنصراً أساسياً في النسيج الذي اعتمده لتأسيس رؤيته عن مسائل الكون والوجود . وقد أعانه على ذلك دراسته المعمّقة للمذاهب التفسيرية المتعدّدة حول القرآن ، وهذا ما نشاهده في التفسير الكبير المسمّى ب - « تفسير القرآن الكريم » ، وكذلك وقوفه على التراث الروائي الوارد عن الرسول الأعظم « صلى الله عليه وآله » والأئمّة الطاهرين « عليهم السلام » ، كما يتجلّى ذلك واضحاً في
[1] مقدمة الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ، مصدر سابق : ج 1 ص 10 نقلاً عن المبدأ والمعاد . [2] الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ، مصدر سابق : ج 1 ص 9 .