نام کتاب : الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص نویسنده : أبي المعالي القونوي جلد : 1 صفحه : 281
10 / 17 ومما يؤيد ما ذكرته من رجحان خلافة داود وسليمان على خلافة آدم وعلو مرتبتهما في العلم ونيل الهمة [1] ما ورد في الحديث الثابت الاسناد : ان الله خير سليمان بين العلم والملك والمال ، وفي رواية بدل المال النبوة ، فاختار العلم ، فأعطاه الله الملك والمال والنبوة لاختياره العلم . واما آدم : فان الله اسجد له الملائكة بأجمعهم وادخله الجنة وقال له : * ( إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها ولا تَعْرى وأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها ولا تَضْحى ) * [ طه / 118 و 119 ] ومع ذلك لما سمع قول ابليس : * ( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِه الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا من الْخالِدِينَ ) * [ الأعراف / 20 ] صدقه هو وزوجته وانفعلا لقوله . 11 / 17 وهذه القضية تشتمل على امرين مشكلين لم ار أحدا تنبه لهما ولا أجابني [2] احد من اهل العلم الظاهر والباطن عنهما وهو : انه عليه السلام بعد سجود الملائكة له بأجمعهم ومشاهدة رجحانه عليهم بذلك وتعلم الأسماء والخلافة ووصية الحق له ، كيف اقدم على المخالفة وتشوف [3] بقول ابليس الى ان يكون ملكا ، وكيف لم يعلم ان [4] من دخل الجنة المعرفة بلسان الشريعة لم يخرج منها ، وان النشأة الجنانية لا تقبل الكون والفساد لذاتها [5] فهي تقتضي الخلود ؟ 12 / 17 فكان [6] هذه الحال يدل دلالة واضحة على ان الجنة التي كان فيها ليست الجنة الى عرضها السموات والأرض والتي عرضها [7] الكرسي الذي هو الفلك الثامن وسقفها عرش الرحمن . فان تلك [8] لا تخفى على من دخلها انها ليست محل الكون والفساد ولا ان يكون نعيمه [9] موقتا ممكن الانقطاع ، فان ذلك المقام يعطى بذاته معرفة ما يقتضيه [10] حقيقته [11] وهو عدم انقطاع نعيمه بموت او غيره كما قال تعالى : * ( عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) * [ هود / 108 ] اى غير منقطع ولا متناه [12] ، فافهم ما نبهت [13] عليه من غرائب العلوم وغوامضه ترشد .
[1] . الهم : ج . [2] . اخافى : ج . [3] . تشوق : س التشوف : الترقب . [4] . ايضا ان : ج . [5] ولذاتها : س ، م ، د فهي لذاتها : ج . [6] . وكان : ج . [7] . أرضها : د ، ج . [8] . تلك الجنة : ج . [9] نعيمها : ج . [10] . ما يقتضي : س . [11] . حقيقة : م . [12] . لامتنان : د . [13] . نهيت : س ، م .
281
نام کتاب : الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص نویسنده : أبي المعالي القونوي جلد : 1 صفحه : 281