نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 273
لأن يكون من أهل الحق وإذا أعلمه الشيخ بذلك المعنى الموجب لإظهار هذه الصورة والنفس مجبولة على الخيانة وعدم الصدق ظهر بالصورة مع عدم المعنى فيقع الغلط كما يظهر المنافق بصورة المؤمن في العمل الظاهر والباطن معرى عن الموجب لذلك العمل وفيه علم الضيق في النار ما سببه مع ما فيه من السعة وفيه علم ما يقرن مع المؤمن في الجنة وما يقرن مع المشرك في النار والفرق بين الوجود والتوحيد فإن المشرك مؤمن بالوجود غير موحد والعذاب أوجبه في النار عدم التوحيد لا إثبات الوجود فمن هنا تعرف قرين المشرك من قرين المؤمن وفيه علم دخول جميع الممكنات في الوجود من حيث أجناسها وأنواعها لا من حيث أشخاصها وآحادها لا بل أشخاص بعضها لا كلها وهنا نظر دقيق يعطيه الكشف هل الخلق الجديد في الصور كلها في الوجود لحاملها التي بعض الناس في لبس منها أو لا فمن رأى التجديد قال لا تتناهى أشخاص كل نوع أبدا ومن رأى أن لا تجديد قال في الآخرة إنه قد تناهت أشخاص هذا النوع الإنساني فلا يوجد إنسان بعد ذلك وهي مسألة دقيقة لا يتمكن لنا الكلام فيها جملة واحدة فإنها من جملة الأسرار التي لا تذاع إلا لأهلها فإنها من العلوم التي تنقال إلا لأهل الروائح ومن لا شم له لا يقبل الأخبار عن حقيقتها وفيه علم ما يعطي مما لا يعطي وفيه علم ما هي السعادة في أن يجهل فإن العلم يعطي في العالم إذا علم أمرا ما فقد اكتفى به وصار يطلب علما آخر إذ الحاصل لا يبتغى فإذا قال علمت كذا فمن المحال أن تتشوق النفس إليه بعد حصوله فذلك لا يعلم أحد الله أبدا لأنه يؤدي إلى الاستغناء عنه من حيث علمه به فإن قلت بل علمه به جعله لا يستغني عنه قلنا لك ما هذا هو العلم به بل العلم الذي ذكرته هو العلم بكونه لا يستغني عنه والعلم به الذي أردناه أمر آخر فأنت عالم بالحكم لا به فلا تعارض بين ما اعترضت به علينا وبين ما قلنا فافهم وفيه علم ابتلاء العالم بعضه ببعض هل هو من باب الرحمة بالعالم أو من باب الشقاء وفيه علم الموانع التي منعت من قبول ما جاء من عند الله مع تشوق النفوس إلى رؤية الغريب إذا ورد والقبول عليه فإن رحمة الشريعة لا يدركها إلا العلماء خاصة ولهذا لا يردها عالم حيث يراها ولهذا أمرنا بالإيمان بها وإن كانت قد نسخت وارتفع حكمها وصار العمل بها حراما علينا وفيه علم نفع العلم وفيه علم ما تراه شيئا وليس بشئ وهو شئ لأنك رأيته شيئا مثاله السراب تراه ماء والآل الذي هو شخص الإنسان في السراب يعظم فلا يشك في عظمه فإذا جئته لم تجده كما رأيته ولا تشك فيما رأيته وغيرك في ذلك الحين ممن هو على المسافة التي رأيته أنت فيها عظيما يراه عظيما وأنت تراه ليس بعظيم حين جئته وهو علم إلهي شريف وفيه علم المفاضلة بين الضدين كالمفاضلة بين السواد والبياض وذلك لكون اللون جمعهما فوقعت المفاضلة فلا بد في كل مفاضلة في الوجود من جامع يجمع بينهما أي يجتمع فيه جميع من في الوجود ولهذا فرت الباطنية في الباري إذا قيل لها إنه موجودا لي ليس بمعدوم وما علمت أنها وقعت في عين ما فرت منه فإنه أيضا كما ينطلق على الموجود الحادث لفظة موجود ينطلق عليه اسم ليس بمعدوم فقد وقعت الشركة في أنه ليس بمعدوم وكذا جميع ما يسأل عنه الباطني ولهذا كانوا أجهل الناس بالحقائق وفيه علم الغمام وهو من الغم وكون الحق يأتي فيه يوم القيامة أو الملائكة أو الحق والملائكة فما يعطى من الغم وفيه علم متى ينفرد الحق بالملك أو لم يزل منفردا به ولكن جهل في موطن وعرف في موطن وهو هو ليس غيره فإنه تعالى ملك بالحقيقة والمخلوق ملك بالجعل قال تعالى وجعلكم ملوكا ومن هنا تعلم من هو ملك الملك وفيه علم الظلم الذي أتت به الشرائع وما أثره وعلم الظلم الذي يعطيه العقل وما أثره وعلم الظلم المحمود والمذموم وفيه علم الفرق بين شياطين الإنس وبين شياطين الجن وما ينبغي أن يصحب ومن لا ينبغي أن يصحب مطلقا من هذا النوع الإنساني وفيه علم التجاء الدعاة إلى الله إذا لم تسمع دعوتهم سواء كان رسولا أو وارثا وفيه علم كون الحق جعل لكل شئ ضدا وفيه علم اختصاص أحد الضدين بالحب الإلهي والآخر بالبغض الإلهي والصدور من عين واحدة أو هو من يدين مختلفتين في الحكم وفيه علم حدوث الأحكام بحدوث النوازل وأن الشرع ما انقطع ولا ينقطع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وإن انقطعت النبوة فالشرع ما انقطع ما دام في العالم مجتهد وفيه علم المضاهاة الإلهية للأكوان فهل ذلك لعلو قدر الأكوان أو لأمر آخر مثل قوله تعالى ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا وفيه علم من يمشي على بطنه من الأناسي وفي أي صورة يحشر من هذا مشيه وفيه علم من حبس نفسه مع الأدنى مع معرفته بالأعلى
273
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 273