نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 274
والأعلى يدعوه إليه والأدنى لا يدعوه إليه فمن يدعوه إلى الأدنى حتى يحبس نفسه عليه وفيه علم ما يتعدى الإنسان أي إنسان كان في علمه بغيره علمه بنفسه وفيه علم شهود الكيفيات ومن هو الموصوف عندنا بالكيفية وفيه علم إلحاق الإنسان الكامل بربه والغيرة الإلهية على المقام إذا ظهر الإنسان بالفعل بصورة ربه وأن حكم الشئ بالفعل يعطي خلاف ما يعطيه بالقوة فاعطاؤه بالفعل أقوى وفيه علم الظهور والخفاء والراحة وفيه علم الأنفاس الظاهرة في العالم بالرحمة وما سبب ذلك وعموم دخول الخلق في هذه الأنفاس وفيه علم ما يريد الحق ظهوره ويريد الإنسان المخالف ستره وهو الذي يرى المصلحة في غير الواقع في الوجود ويحتاج صاحب هذا المقام إلى بصر حديد من أجل الموازين الشرعية فإن الجهل بما يراه الحق من المصالح أكثر من العلم بالمصالح الظاهرة في الكون إنها ليست مصالح في النظر العقلي عند العقلاء وهو علم دقيق إذا عمل به الإنسان عن كشف وتحقيق لم يخطئ أبدا وإذا عمل به من ليست له هذه الصفة أخطأ وهو الذي يقول العامة فيه خطأ السعيد صواب وصواب من ليس بسعيد خطأ ورأيت هذا في حطلحة بملطية وشافهني بذلك وفيه علم الامتزاج الذي لا يمكن فيه فصل وهو كل ضدين بينهما واسطة كالفاتر بين الحار والبارد لا يقدر أحد على فصل الحرارة من البرودة في هذا الفاتر وفيه علم الفرق بين من هو لله وبين من هو على الله وفيه علم الطريق إلى الله بالنية وإن لم تكن مشروعة فهي نافعة بكل وجه فإنه ما قصد إلا الله وعموم التجلي الإلهي معلوم فللعبد المشيئة في ذلك وفيه علم ما يختص بالاسم الرحمن دون غيره من الأسماء الإلهية وما ينبغي أن يعامل به الاسم الرحمن دون غيره من الأسماء الإلهية وفيه علم المسمى شيئا ما هو وفيه علم التناوب وأن المتناوبين لا يجتمعان وما يحدث في عالم الإنسان منهما وفيه علم التؤدة والسكون وأين يحمدان وفيه علم صفات السعداء من غيرهم عقلا وشرعا وفيه علم ما يقبل التبديل من الصفات مما لا يقبل وممن لا يقبله وفيه علم المحفوظين والمعصومين من العلماء العارفين بالله تعالى وفيه علم ما تنتج الذكرى من المؤمن وفيه علم من طلب الإمامة فأعين عليها وفيه علم عناية الدعاة إلى الله وشرف منزلتهم عند الله والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب الموفي ستين وثلاثمائة في معرفة منزل الظلمات المحمودة والأنوار المشهودة ) نور القبول على التحقيق إيمان * ونور فكرك آيات وبرهان فنور فكرك لا ينفك ذا شبه * وفيه وقتا زيادات ونقصان ونور إيمانك الأعلى له علم * في رأس مرقبة ما فيه بهتان ولي عليه إذا ما العقل ناظره * على مسالكه حكم وسلطان هو الضروري لا فكر ولا نظر * ولا يقيده ربح وخسران اعلم علمك الله ما يبقيك وجعلك ممن ينقيك إن النور يدرك ويدرك به والظلمة تدرك ولا يدرك بها وقد يعظم النور بحيث أن يدرك ولا يدرك به ويلطف بحيث أن لا يدرك ويدرك به ولا يكون إدراك إلا بنور في المدرك لا بد من ذلك عقلا وحسا سئل ص هل رأيت ربك فقال نور إني أراه فنبه بهذا القول على غاية القرب فإنه أقرب إلى الإنسان من حبل وريده ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون يقول الله ذلك في المحتضر فالحق هو النور المحض والمحال هو الظلمة المحضة فالظلمة لا تنقلب نورا أبدا والنور لا ينقلب ظلمة أبدا والخلق بين النور والظلمة برزخ لا يتصف بالظلمة لذاته ولا بالنور لذاته وهو البرزخ والوسط الذي له من طرفيه حكم ولهذا جعل للإنسان عينين وهداه النجدين لكونه بين طريقتين فبالعين الواحدة من الطريق الواحدة يقبل النور وينظر إليه بقدر استعداده وبالعين الأخرى من الطريق الأخرى ينظر إلى الظلمة ويقبل عليها وهو في نفسه لا نور ولا ظلمة فلا هو موجود ولا هو معدوم وهو المانع القوي الذي يمنع النور المحض أن ينفر الظلمة ويمنع الظلمة المحضة أن تذهب بالنور المحض فيتلقى الطرفين بذاته فيكتسب بهذا التلقي من النور ما يوصف به من الوجود ويكتسب بهذا التلقي من الظلمة ما توصف به من العدم فهو محفوظ من الطرفين ووقاية للطرفين فلا يقدر قدر الخلق إلا الله فهذا أصل الأنوار والظلمات الظاهرة في العالم
274
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 274