نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 24
إلى تركيا وإيران ، ليجمع ما يستطيع جمعه من أصول « الفتوحات » . وكان يعتزم السفر إلى اليمن أيضاً ليحصل على أصول أخرى . ولم تتح له فرصته بعد ( للظروف السياسة المعروفة ) . وكشف عن أصدقاء ابن عربي وتلاميذه ورواته ، ووصف ، في دقة ، الجوّ الذي كتب فيه « الفتوحات » والظروف التي أحاطت به . ثم رسم في عناية منهجه في التحقيق ، وليس هذا بجديد عليه ، فله خيرة طويلة سابقة ، وإخراج كان دائماً موضوع التقدير . وقد تخير من مخطوطات « الفتوحات » أقدمها وأقربها من المؤلف وأوثقها صلة به . وعقد بينها مقارنات ، هدته إلى تحقيقات دقيقة ، وانتهت به إلى نتائج تعين على فهم ابن عربي وتوضيح شخصيته . وسيلمس القراء والباحثون ما بذل في هذا السفر من جهد ، وما أضاف إلى معلوماتنا من جديد . و شاء معهد الدراسات العليا ( قسم تاريخ الأديان ) بالسربون ، والمركز القومي للبحث العلمي في باريز ، ( شعبة الحضارة الإسلامية ) ، أن يعاونا ، مشكورين ، في هذا النشر . فيسرا للسيد المحقق السفر إلى تركيا ثلاث مرات فيما بين عامي 1954 و 1967 ؛ ومكناه من أن يحصل على صور فتوغرافية لنحو 950 مخطوطاً في الفلسفة والتصوف ، معظمها من مؤلفات ابن عربي ، أو من تراجمه وشروحه ، أو مما وجه إليه من نقد . ووضعا ذلك كله تحت تصرفه فأفاد منه ما أفاد . ولا يزال يراجع بعضه ويحققه . ولا شك أن صديقنا السيد هنرى كوربان - الأستاذ بمعهد الدراسات العليا - كان وراء هذا جميعه . وهو في مقدمة دارسي الفكر العرفاني في العالم الإسلامي ، وقف عليه حياته ، وأبلى فيه بلاءا حسناً وكشف عن كثير من جوانبه . وله , يوجه خاص ، ولوع كبير بالسهروردي وابن عربي ، ويحرص المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية على أن يسجل ، هنا ، شكره الخالص للزميل الكريم ، ويعرب عن عظيم تقديره لما بذله معهد الدراسات العليا والمركز القومي للبحث العلمي ، من معاونة في إخراج أثر فريد في الدراسات الصوفية . وهو سعيد بهذا التعاون الذي يعد رمزاً للصداقة بين بلدين تربطهما ، ثقافياً ، وشائج قديمة وثيقة ، ومظهراً من مظاهر تلاقى السربون ، بباريس ، ومجلس الآداب والفنون ، بالقاهرة ، على خدمة العلم التاريخ . و لن نعرض ، هنا ، لتفاصيل ما اشتمل عليه السفر الذي بين أيدينا من آراء ونظريات ؛
24
نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 24