نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 23
تصدير ليس شئ أبلغ ، في تخليد ذكرى العلماء والباحثين ، من إحياء آثارهم ونشر مخلفاتهم . وقد أخذت مصر نفسها بذلك منذ زمن مضى . فيوم أن أريد الاحتفال بالعيد الألفي لأبى المعري ، عام 1944 ، رأت أن خير مشاركة تقدمها ، هي أن تحيي ما وصل إلينا من آثاره ، وأن تنشره نشراً علمياً محققاً . ويوم أن دعيت للاحتفال بالعيد الألفي للشيخ الرئيس ، عام 1952 ، سلكت سبيلها نفسه ، واضطلعت بنشر « كتاب الشفاء » ، وهو أكبر موسوعة فلسفية عربية وصلت إلينا ؛ وقد ثم نشره أو كاد . و ها هي ذي مصر اليوم ، إسهاماً منها في الاحتفال بالذكرى المثوبة الثامنة لميلاد الصوفي الكبير محيي الدين بن عربي ، تخرج موسوعته الكبرى ، وهى « الفتوحات المكية » . ففي عام 1964 ، دعت إلى ذلك لجنة الفلسفة والعلوم الاجتماعية ، بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، وأقرها عليه المجلس . وأخذت تعد العدة لإخراج هذا الكتاب الكبير إخراجاً يتفق ومنهاج التحقيق العلمي . و كتاب « الفتوحات » في قمة الإنتاج الصوفي العربي : هو أغزره مادة ، وأدقه عبارة ، وأعمقه تفكيراً . ولم ينل بعد ما يستحق من عناية . نشر في القاهرة ثلاث مرات آخرها عام 1329 ه نشراً لم يستوف وسائل التحقيق الدقيق . وقد نفدت طبعاته ، وأصبح نادراً يعزًّ الحصول عليه . وآن الأوان لإخراجه إخراجاً علمياً يتلاءم مع ماله من منزلة ، وييسر أمره للباحثين والدارسين . و قد وكل إخراج السفر الأول منه إلى الدكتور عثمان يحيى ، الباحث العلمي بالمركز القومي للبحث العلمي بباريس . وهو تلميذ ماسينون . وممن وقفوا أنفسهم على دراسة ابن عربي . عاش معه خمس عشرة سنة أو يزيد . وكان موضوع دراسته القيمة التي تقدم بها لنيل دكتوراه الدولة من جامعة باريس . وأخرج طائفة من كتبه ورسائله . ولا تزال لديه ذخيرة كبيرة من مؤلفاته لم تنشر بعد . وهو يتابع نشرها وتحقيقها . و في مقدمته لهذا السفر ما يشهد بعظيم عنايته ودقيق بحثه . فقد رحل غير مرة
23
نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 23