نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 9
العلمي ، وكان من أوائل أولئك المجتهدين صائن الدِّين علي بن محمّد التركة في كتابه تمهيد القواعد ، ثمّ داوم المجاهدة حتّى جاء صدر المتألّهين الشيرازي ، وتصدّى بوضع أُصول بنائيّة بيّن بها المعارف النظريّة العرفانيّة بلسان فلسفي - حسب ما قدّر له - وبذلك أوجد خطّاً وسطاً بين العرفان والفلسفة ، سمّاه الحكمة المتعالية [1] ويعتبر « العرفان » من المذاهب الفكريّة المتعالية والعميقة ، فهو يسعى إلى معرفة الحقّ تبارك وتعالى ومعرفة حقائق الأمور ، وأسرار العلوم ، وطريقته ليست على وفق منهج الفلاسفة والحكماء ; بل هي طريقة أتباع منهج الإشراق والكشف والشهود . فهو رؤية في الكون والوجود تستند في بنيتها المعرفيّة إلى المعرفة الوجدانيّة القلبيّة ، ويمكن ملاحظة العرفان من جهتين : الأولى : من جهة كونه رؤية معرفيّة . الثانية : من جهة كونه تجربة سلوك وعمل . ومن اعتبر التصوّف مرحلة من مراحل العرفان فإنّه عندما يريد الإشارة إلى العرفان باعتباره رؤية فإنّه يطلق عليه اسم « العرفان » وأصحابه هم « العرفاء » ، وعندما يريد الإشارة إليه باعتباره تجربة عمل فإنّه يطلق عليه اسم « التصوّف » وأصحابه هم « المتصوّفة » . وحول تحديد مفهوم العرفان أو تعريفه بكلا قسميه النظري
[1] انظر : ابن تركة ، صائن الدِّين علي بن محمّد ، شرح فصوص الحكم لابن عربي ، تحقيق وتعليق : محسن بيدارفر ، انتشارات بيدار ، قم ، الطبعة الأولى ، 1420 ه : ص 3 - 4 ( المقدّمة ) . .
9
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 9