نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 8
وجاء الأنبياء والرُّسل وأخبروا عن وجود عوالم أخرى غير محسوسة وموجودات مثلها لها السيطرة على العالم المرئي وحاكمة عليه ، فتوسّع السؤال الأوّل وصار أكثر غموضاً وإشكالاً . ولأجل الفحص عن الحقيقة والوصول إلى الجواب اشتغل أُناس بالتفكّر وتحليل المعلومات والوصول بها إلى المجهولات تسمّوا باسم الفلاسفة وأهل النظر . وآخرون اعتقدوا أنّ الوصول إلى الحقّ لا يمكن بالنظر الصرف ، بل الطريق إلى ذلك هو الاشتغال بالمجاهدات والرياضات حتّى يتقوّى الإنسان ويتمكّن من معرفة نفسه أوّلاً ، ثمّ باتّساع نفسه وإحاطتها في ظلّ هذا التوسّع على العالم حوله يتمكّن من معرفة العالم بقدر ما يحيط به ويشاهده عين نفسه . وأهل هذه الطريقة تسمّوا باسم العرفاء ، وطريقتهم العرفان العملي . وبعد ذلك عرض عدّة منهم مكاشفاتهم وما وجدوا في طيّ مراقباتهم على غيرهم ، لكنّها كانت مطالب متفرّقة غير منسجمة ولا مترابطة ، فتصدّى جمعٌ - وفي طليعتهم ابن عربي صاحب كتاب فصوص الحكم - لجمعها وتنسيقها وبيان ارتباطاتها وبعرض تلك المطالب والمشي على سياقها ، وعند ذلك نشأ علمٌ آخر سمّي باسم العرفان النظري . ولم تكن هذه المطالب قابلة للعرض في المجتمع العلمي بصورة مقبولة ، وإنّما هي ادّعاءات من قِبَل قائلها غير قابلة للردّ والإثبات ، فتصدّى جمع آخر لتبيينها البرهاني القابل للعرض على مستوى البحث
8
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 8