نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 79
وهي أقوال نسب أصحابها التصوّف إلى الشيعة وهم أبو نصر السرّاج الطوسي في كتابه ( اللمع في التصوّف ) وعبد الرحمن بن خلدون في ( مقدّمته ) ، وأحمد أمين في ( ضحى الإسلام ) ، وكامل مصطفى الشّيبي الباحث العراقي في كتابه ( الصلة بين التصوّف والتشيّع ) ، ولن ندخل في عرض هذه الأقوال ومناقشتها وذلك لأنّها لا تستحقّ الردّ من جهة ولأنّها ليست مورد بحثنا . وإنّما ينبغي القول بأنّها نابعة من افتراءات لا صحّة ولا أساس لها ، وقد تكون نوعاً من الحقد الذي انطوت عليه قلوب البعض على الشيعة كما هو حال ابن خلدون . فما ذهب إليه السرّاج الطوسي من وجود علاقة بين الشيعة والتصوّف مصدره الخصوصيّة والقداسة التي أعطاها بعض الصوفيّين للإمام علي عليه السلام وامتلاكه للعلم اللدني ، وما روي عنه من معان جليلة وإشارات لطيفة . . وبيان للتوحيد والمعرفة والإيمان والعلم وغير ذلك من خصال شريفة تعلّق بها أهل الحقائق الصوفيّة [1] . وأمّا ابن خلدون فليس غريباً عليه الافتراء على الشيعة حيث تحامل على فكرة المهدويّة واعتبرها من الأمور التي ابتدعها الشيعة ، وكذلك في مسألة إيمانهم بالإمامة للأئمّة الاثني عشر ممّا دفعه إلى إيجاد الرابطة بين هذا الإيمان بالولاية عند الشيعة والإيمان بالقطب عند الصوفيّة واعتقادهم به [2] ، وهي نفسها النافذة التي تسلّل منها أحمد أمين لهذا الاتّهام [3] .
[1] اللمع في التصوّف ، مصدر سابق : ص 179 . [2] مقدّمة ابن خلدون ، مصدر سابق : ص 323 - 324 . [3] انظر للتفصيل : أمين ، أحمد ، ضحى الإسلام ، دار المعرفة ، بيروت ، د . ت : ج 2 ص 245 .
79
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 79