نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 78
وتعاليمه ، ولكن بعد تلك المرحلة أي ما بعد القرن التاسع « ربما أمكن القول بأنّ التصوّف منذ ذلك الحين غلب عليه التمسّك بالظواهر ممّا أدّى بطبيعة الحال إلى ظهور بعض البدع أحياناً » [1] . ونظراً لظهور البدع في الطرق الصوفيّة فإنّ العرفاء الذين ظهروا منذ عصر ابن عربي مروراً بصدر الدِّين الشيرازي ( ت : 1050 ه - ) ، وتلميذه الفيض الكاشاني ( ت : 1091 ه - ) ، وتلميذه القاضي سعيد القمّي ( ت : 1103 ه - ) ، لم ينتسبوا إلى أيّ واحدة من سلاسل التصوّف ، واستمرّ الحال إلى أقطاب التصوّف في العصور الأخيرة كالآغا محمد رضا الحكيم القمشئي ، والآغا ميرزا هاشم الرشتي الذين لم يُعرف عنهم انتمائهم إلى هذه الطرق والسلاسل الصوفيّة . والسبب في ذلك كما يقول مطهّري هو أنّ العرفان اتّخذ طابعاً فلسفيّاً وانفصلت عرى هذا الكيان الذي كان يلتقي فيه التصوّف مع العرفان وأصبحنا نجد أكثر المتخصّصين في العرفان النظري في القرن العاشر لم يكونوا من أهل العرفان العملي والسير والسلوك والطريقة ، وإذا كانوا من أهله فإنّهم لم ينتسبوا رسميّاً إلى أيّ واحدة من سلاسل الصوفيّة المعروفة [2] . وترصّد بعض الباحثين جذور اتّهام التشيّع بالتصوّف من الناحية التاريخيّة والعَقَدِيّة فعثر على أربعة آراء اعتبرها سبباً رئيسيّاً في هذا الاتّهام [3]
[1] الكلام - العرفان - الحكمة العمليّة ، مصدر سابق : ص 96 . [2] انظر : المصدر نفسه : ص 97 . [3] انظر : التشيّع والتصوّف ؛ لقاء أم افتراق ، مصدر سابق : ص 84 ( ولمناقشة هذه الآراء راجع هذا المصدر في الفصل الثاني منه ) .
78
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 78