responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 72


صراحةً أنّ : التصوّف ليس علماً وتقاليد بل هو أخلاق .
لعلّ اختيار وجهة النظر المذكورة كانت بسبب النتيجة التي توصّل إليها البعض بأنّ التصوّف يعني ارتداء الألبسة الخشنة الصوفيّة ولأنّ الصوف هو الرداء الذي كان يرتديه هؤلاء واللباس هو من التقاليد الاجتماعيّة ، إذن فالمتصوّفة كانت تهتمّ بالبُعد الاجتماعي ، في حين يجب القول : إنّه يجب التفريق بين المعنى اللغوي وبين الفحوى والمعنى الحقيقي . إنّ التصوّف يعني السير والسلوك ، يعني : التحرّك والحياة ، يعني : صفاء السرّ في مخالفة التكدّر [1] .
ولكن الواقع أنّ هذه الرؤية النقدية لا تسلم بنفسها من النقد إذ إنّ السرد التاريخي لنشوء التصوّف يعاكس ما قالته هذه الرؤية ، فالتصوّف بدأ كظاهرة اجتماعيّة لا كعلم في السير والسلوك . نعم ، إذا كان المراد من التصوّف ما هو يتقارب مع العرفان في بُعده النظري والعلمي فلا إشكال في ذلك .
ثانياً : الفارق الثاني هو أنّ النسبة بين العرفان والتصوّف هي العموم والخصوص المطلق إذ إنّه - وكما ذكرنا في مقدّمة هذا الموضوع - ورد في بعض كلمات ابن سينا الذي مالَ إلى العرفان وأفرد له فصلاً من « الإشارات » - وهو آخر مؤلّفاته كما يبدو - وسمّاه ب‌ « مقامات العارفين » أنّ الزهد ( أي التصوّف ) عبارة عن الإعراض عن شهوات الدُّنيا ، وأمّا العارف فهو المنصرف بفكره إلى قدس الجبروت مستديماً



[1] فعالي ، د . محمّد تقي ، دين وعرفان ( بالفارسيّة ) ، انجمن معارف إسلامي إيران ، طهران ، الطبعة الأولى ، 2001 م : ص 28 - 29 .

72

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست