نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 71
إسم الكتاب : العرفان الشيعي ( عدد الصفحات : 410)
وفقاً للكلام المتقدّم فإنّ التصوّف كظاهرة اجتماعيّة ولِدت في أحضان العرفان ، وهذا لا يعني الاتّحاد والتوافق بينهما ، بل قد يختلفان في الكثير من المسائل . واعتبر بعض الباحثين أنّ هذه الرؤية التي ذكرها مطهّري في الفرق بين العرفان والتصوّف قابلة للنقد لأنّه في البداية وعلى هذا الأساس يجب أن يكون هناك عدم تلازم تاريخي بين ظهور هاتين الظاهرتين ، إلاّ أنّ كلّ الشواهد في التاريخ الإسلامي حول هذه القضيّة تؤكّد أنّ الأمور الاجتماعيّة للتصوّف والعرفان ظهرتا في الحقب الثانية والثالثة والرابعة ، وهذه الفرقة كانت تعمل بهدوء على تنظيم وترتيب مواضيعها وذلك بسبب الاحتياجات والمشاكل العديدة التي كانت تواجهها . وعلى أساس وجهة النظر التاريخية فإنّ البُعدين الثقافي والفكري ظهرا بعد تكوين البُعد الاجتماعي . لكن هذا كان في حين لم تستخدم مفردتي العرفان والعارف على هذا المنوال . من جهة أخرى وعلى أساس التحقيقات التي أجريت حول هذا الموضوع فإنّ التصوّف يهتمّ بالبُعد العملي والسلوكي ، ففي كلّ التعاريف السابقة لم تكن هناك إشارة إلى أنّ التصوّف يهتمّ بالبُعد الاجتماعي والشكليّات بل كلّها كانت تدلّ على أنّ التصوّف هو علم سير وسلوك . إنّ التصوّف يعلِّم السالك البدء من اليقظة أو التوبة ويستخدم عصا الرياضة ويمضي خطوة بعد خطوة حتّى يصل إلى مرتبة التوحيد . وأفضل شاهد على هذا الكلام هو ما قاله الصوفيّون
71
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 71