responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 70


لذا فإنّ صدر الدِّين الشيرازي عندما يذكر في كلماته هذه الفئة من المتصوّفين أي تلك الطبقة الفارغة من البُعد الفكري ومن البُعد النظري ومن البُعد الذي يرتبط بالرؤية الكونيّة يعبّر عنهم بجهلة المتصوّفة [1] .
فالتصوّف كاصطلاح له هذا المعنى المتقدّم ، ولكنّ العرفان أيضاً يستعمل في كلمات جملة من العرفاء مرادفاً للتصوّف ، فإذا وجدنا في بعض كلمات العرفاء مدحاً للتصوّف ينبغي أن لا يتبادر الذهن إلى التصوّف كطبقة اجتماعيّة فارغة من البُعد النظري .
وأشار الشهيد مطهّري إلى هذا المائز والفارق بين العرفان والتصوّف فقال : « فأهل العرفان إذا ذكروا في معرض المعرفة دُعوا بالعرفاء ، وإذا ذكروا في معرض أمر اجتماعي دُعوا بالمتصوّفة » .
وممّا قاله أيضاً : « يختلف العرفاء عن سائر طبقات المفكّرين الإسلاميّين أو أصحاب المعرفة الإسلاميّة من قبيل المفسّرين والفقهاء والمحدّثين والمتكلِّمين والفلاسفة والأدباء والشعراء و . . . اختلافاً كبيراً ، فالعرفاء علاوةً على أنّهم طبقة معرفيّة أوجدت علماً سمّي بالعرفان ، وأنجبت من بين ظهرانيها علماءً كباراً ألّفوا كتباً مهمّة ، فهم أيضاً قد أوجدوا فرقة اجتماعيّة في العالم الإسلامي لها خصوصيّات انفردت بها ، وعلى خلاف سائر طبقات أهل المعرفة من قبيل الفقهاء والحكماء وغيرهم ، فهم طبقة معرفيّة صرفة ، بل طبقة يمكن اعتبارها متميّزة عن الفرق الأخرى » [2] .



[1] انظر : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، الطبعة الثالثة ، 1981 م : ج 2 ، ص 345 .
[2] مطهري ، مرتضى ، الكلام والعرفان ، ترجمة علي خازم ، الدار الإسلاميّة ، بيروت ، = = الطبعة الأولى 1413 ه‌ - 1993 م : ص 65 .

70

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست