نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 43
وهذه إشارة واضحة إلى ضرورة التفريق بين أصالة العرفان وقراءته الخاطئة أو إلى التطبيق العملي الذي جعل منه البعض نافذة لإنكار ما أتى به بعض أهل العرفان ، ومن هنا اتّجه مطهّري إلى تأييد الرأي القائل بأنّ « العرفاء لم يكن لديهم نوايا سيّئة وفي الوقت نفسه من اللازم للمختصّين في العرفان والمعارف الإسلاميّة العميقة أن يدرسوا المسائل العرفانيّة بشكل حيادي ليثبتوا مدى تطابقها مع الإسلام » [1] . ولعلّ كلام مطهري يشكّل بعمقه ووضوحه دعوة إلى التصالح بين العرفانيّين الذين يطلب منهم توضيح مطالبهم ومصطلحاتهم وكلّ من عارضهم معتبراً أنّهم لا علاقة لهم بالدِّين الإسلامي . ومن الشواهد التي يذكرها مطهّري كمؤيّد وشاهد على ما يتبنّاه من وجهة نظر تجاه العرفاء وعدم تناقض مبادئهم مع الدِّين والشريعة أنّ العرفاء أنفسهم يعتبرون أنّ مصدر معتقداتهم وموادّهم العلميّة مأخوذة من صميم الإسلام مثلها مثل سائر العلوم كالفقه والأصول والتفسير والحديث ، وعلى هذا الأساس أرسوا قواعدهم وأسسهم النظريّة والعمليّة . والعرفاء وإن اختاروا أو صرّحوا بهذا الأمر إلاّ أنّ جملة من المستشرقين - كما يقول مطهّري - أصرّت على تبنّي موقف مخالف لرأي العرفاء وقالت بأنّ العرفان وأفكاره قد دخلت بأجمعها إلى الإسلام من خارجه ، فنسبوه حيناً إلى المسيحيّة وقالوا : إنّ الآراء