نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 44
العرفانيّة قد تبلورت بفعل احتكاك المسلمين بالرهبان من النصارى ، وحيناً آخر قالوا : إنّه نتاج ردود فعل إيرانيّة ضدّ الإسلام والعرب ، وزعموا أحياناً أنّه ناتج عن فلسفة الأفلاطونيّين المحدثين التي هي مزيج من أفكار أرسطو وأفلاطون وفيثاغورس والغنوصيّين من الإسكندرية وآراء اليهود والنصارى ، وتارةً يرونه ناشئاً من الأفكار البوذيّة ، كما أنّ الذين يخالفون العرفان من المسلمين حاولوا أن يثبتوا أنّ العرفان والتصوّف غريب عن الإسلام ويبحثوا له عن جذور خارج الإسلام [1] . وعلى رأي من قال بأنّ العرفان قد أخذ موادّه الأوّلية - سواء في العرفان العملي أو النظري - من الإسلام ، ثمّ أسّس لتلك المواد بعض القواعد والأصول يطرح عليه مطهّري تساؤلاً مفاده : « ما هو مدى النجاح الذي حقّقه العرفاء في إرساء القواعد والأصول الصحيحة لتلك المواد الأوّلية ؟ وهل كان نجاحهم في هذه الناحية بمقدار نجاح الفقهاء ؟ وما هو مقدار التأثير الذي تركته التيّارات الخارجيّة على العرفان الإسلامي ؟ فهل اجتذبها العرفان الإسلامي وصبغها بصبغته ووظّفها لصالحه ، أو أنّ الأمر بعكس ذلك وأنّ تلك التيّارات هي التي جرفت العرفان الإسلامي وجعلته يسير في اتّجاهها ؟ . . » [2] . يُجيب مطهّري بأنّ « المتسالم عليه هو أنّ العرفان الإسلامي أخذ مادّته الأساسيّة من الإسلام لا غير » [3] .
[1] الكلام - العرفان - الحكمة العملية ، مصدر سابق : ص 69 - 70 [2] المصدر نفسه : ص 70 . [3] الكلام - العرفان - الحكمة العملية ، مصدر سابق : ص 69 - 70
44
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 44