نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 372
* عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : إنّ الحرّ حرّ على جميع أحواله ، إن نابته نائبة صبرَ لها ، وإن تداكّت عليه المصائب لم تكسره وإن اُسر وقُهر واستبدل باليُسر عسراً كما كان يوسف الصدِّيق الأمين صلوات الله عليه ، لم يضرر حرّيته أن استعبد وقهر واُسر ، ولم تضرره ظلمة الجبّ ووحشته وما ناله ، أن منَّ الله عليه فجعل الجبّار العاتي له عبداً بعد أن كان له مالكاً ، فأرسله ورحم به أمّة ، وكذلك الصبر يعقّب خيراً ، فاصبروا ووطّنوا أنفسكم على الصبر تُؤجروا » [1] . من هنا جاء في « منازل السائرين » ، أنّ الصبر على ثلاث درجات : « الدرجة الأولى : الصبر عن المعصية بمطالعة الوعيد ، إبقاءً على الإيمان ، وحذراً من الحرام ، وأحسن منها الصبر عن المعصية حياءً » . قوله : « بمطالعة الوعيد » الوعيد هو التهديد بعذاب الآخرة ، ومطالعته هي حضوره على الخاطر وذكرُه بالقلب . وقوله : « إبقاءً على الإيمان » أي يصبر عن المعصية ليبقى إيمانه سالماً ، والإيمان هو التصديق ، ولولا التصديق بالعذاب لما صبر عن المعصية بمطالعة الوعيد . وقوله : « وحذراً من الحرام » الحذر هو الاحتراز خوفاً ، والحرام لا يخاف منه ، وإنّما يُخاف من العقوبة عليه ، فعبّر بالحذر من الحرام عن الحذر من العقوبة عليه . وهذا هو حال الغالب من الناس ، فإنّهم كلّما فكّروا فيما أوعد الله
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ص 89 ، الحديث : 6 ، باب الصبر .
372
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 372