نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 373
الظالمين والذين ارتكبوا المعاصي والذنوب من أنواع العذاب الذي أُعدَّ لهم زادهم خوفاً ولفرائصهم ارتعاداً ، وبذلك يساقون إلى الانتهاء عن التعدّي لحدود الله سبحانه . قوله : « وأحسن منها الصبر عن المعصية حياءً » يعني أن يصبر عن المعصية لأجل الحياء من الله تعالى ، وإنّما كان الصبر عن المعصية حياءً أحسن من الصبر عن المعصية خوفاً ، لأنّ الحياء شيم الأشراف والأحرار ، والخوف في العادة شيم العبيد . وفيه معنىً آخر ، وهو أنّ الحياء من الله تعالى يدلّ على حضور القلب معه ، وغيبته عن الحياء المذكور نظراً إلى العقوبة ، والخوف يدلّ على حضور القلب مع العقوبة لا مع الله ، فصاحب الحياء حاضر مع الله تعالى ، وصاحب الخوف غائب لأنّه غير مراع جناب سيّده ، بل راعى حفظ نفسه فهو مع نفسه لا مع الحقّ تعالى ، فبين الحالتين بونٌ ، وبذلك استحسن الأنصاري الصبر عن المعصية حياءً ، أكثر من استحسانه الصبر عنها بمطالعة الوعيد . وكلا المقامين يدلّ على قوّة الإيمان ، غير أنّ الحياء يدلّ على ما فوق الإيمان ، وهو مقام الإحسان ، ألا ترى إلى الحديث النبوي كيف يقول : إنّ مقام الإحسان هو أن تعبد الله كأنّك تراه [1] ، والحياء إنّما يكون أن يعبد الله كأنّه يراه ، ولولا ذلك لما استحيى ، فإنّ الحياء إنّما يكون من حاضر أو كأنّه حاضر ، وهذا هو درجة المرابطة .
[1] أخرجه البخاري في كتاب الإيمان والكفر ، باب سؤال جبرئيل النبيّ صلّى الله عليه وآله عن الإيمان والإسلام والإحسان ، الحديث رقم : 50 .
373
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 373