responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 328


الغِنى والفقر عنده ، ويلزمه « الخُلق » مع الخَلْق ، لأنّه يراهم في أسَر القدَر ، فلا ينازع أحداً في شيء ، بل يعذرهم في السيّئة ويُكرمهم في الحسنة ويشاهد عليهم آثار القدرة والحكمة ، « فيتواضع » معهم لله ببذل المعروف وحمل الأذى - فضلاً عن كفّه - فيبلغ مقام « الفتوّة » بصفاء القلب عن صفات النفس عند تمام الاطمئنان ، « فينبسط » مع الخَلْق بكمال الخُلق وإرسال السجيّة مع الحقّ ، لطهارة القلب وارتفاع الموانع بالكلّية والرجوع إلى الفطرة الأصليّة . ولهذا لمّا سأل موسى عليه السلام ربّه عن الفتوّة قال : « أن ترِد نفسك إليَّ طاهرة ، كما قبلتها منّي طاهرة » .
وعند ذلك تنقضي منازل النفس ويتحقّق القصد ويتجرّد العزم للسير إلى الله تعالى ، والتوجّه إلى مقام السرّ لصيرورة النفس المانعة معينة . و « القصد » الصادق أوّل « الأصول » لأنّ الوصول إلى الربّ والدخول في حدّ القرب لا يكون إلاّ في مقام القلب ، قال عليه السلام عن الله تعالى : « لا يسعني أرضي ولا سمائي ، ويسعني قلب عبدي المؤمن » فيجيب بصحّة « العزم » داعي الحقّ « بالإرادة » وهي تعلّق القلب بجناب الحقّ طلباً للقرب ، « فيتأدّب » لشدّة الحضور بين يديه بآداب الحضرة ، حتّى بلغ جلّية « اليقين » « فيأنس » به ، فلا ينسى ولا يغفل لكمال الأُنس بالحضور معه ، وهو مقام « الذِّكر » القلبي ، ولا يتمّ ذلك إلاّ بالذهول عن الغير وعدم الالتفات إلى ما سواه ، وهو مقام « الفقر » ولا يكون إلاّ لكمال « الغِنى » بالحقّ ، وذلك هو المراد بقوله عليه السلام : « الغِنى غِنى القلب » وعند ذلك يعصمه الله تعالى عن المخالفة ، ويحجز بينه وبين المعصية ، ولهذا قيل : « العصمة نورٌ ينقذف في القلب ويتنوّر به النفس ، فيمتنع معه صدور المعصية عن صاحبه » وهذا هو

328

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست