نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 327
عليها « الورع » فتنقطع و « تبتّل » إليه « رجاءً » لرحمة ربّها و « رغبةً » إليه . وهذه كلّها انفعالات في النفس وقواها لفيضان نور القلب عليها ، تجعلها مطيعة له ، مجيبة لدواعيه في « المعاملات » . وأوّل ما يبتدئ به القلب في المعاملة « رعاية » الأعمال ، لتطمئنّ النفس بها مطواعة ، ثمّ « مراقبة » الحقّ في السير إليه مع تعظيم « الحرمة » وإيفاء حقّ الخشية ، ثمّ « الإخلاص » بتجريد العمل عن رؤيته ، وعن تشوّف النفس إلى عوض أو غرض - ولو استحلاء نظر الخلق إليه - فإنّه محض الرياء . ولا يتمّ العمل إلاّ « بتهذيبه » بالعلم ومخالفة العادة وارتفاع الهمّة عن الوقوف معه باستقلاله ، ولا عمل إلاّ « بالاستقامة » فيه إلى الحقّ مجاهداً فيه حقّ جهاده ، قاطعاً نظره فيه وفيما يصل إليه من الرزق عن فعله وقوّته ، فيلزمه « التوكّل » و « تفويض » أمره إلى الله « ثقةً » به وبكفايته ، ثمّ « تسلم » ما يزاحم العقول ويشقّ على الأوهام ويخالف القياس من تفاوت القِسَم وانتقال الدُوَل . فتخلّص العقل من شوب الوهم بنور الشرع ليستعين به على إثبات الملكات الفاضلة في النفس التي هي « الأخلاق » ليبلغ كمال الاطمئنان « فيصبر » على المكاره وعن المشتهيات ، لعلمه بأنّ ما يجري عليه مقتضى حكمة الله وإرادته ، وليس له إلاّ ما قَسم الله له . فيتحامل على النفس بالصبر حتّى يبلغ حدّ « الرضا » بما قدّر وقضى ، فيرضى و « يشكر » على ما يجري عليه ويعدّه نعمة وإن كان بلاءً ، و « يستحي » من الله أن يسأله غير ما فيه ويتعوّد بذلك ، حتّى يصير « صادقاً » في الجدّ والجهد والعهد « فيؤثر » مع خصاصته ويسخو بموجوده لتساوي
327
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 327