نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 317
4 - * ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) * [1] . وتعرّض الكثيرون ممّن كتبوا في التصوّف والعرفان لبيان مفهوم المقام والحال ، ومن هؤلاء صاحب الرسالة القشيرية التي ورد فيها ما يلي : « المقام : ما يتحقّق به العبد بمنازلته في الآداب ; ممّا يتوصّل إليه بنوع تصرّف ويتحقّق به بضرب تطلّب ، ومقاساة تكلّف ، فمقام كلّ أحد : موضوع إقامته عند ذلك ، وما هو مشتغل بالرياضة له ، وشرطه أن لا يرتقي من مقام إلى مقام آخر ما لم يستوف أحكام ذلك المقام » [2] . والحال عند القوم : معنى يرِدُ على القلب في غير تعمّد منهم ، ولا اجتلاب ، ولا اكتساب لهم ، في طرب ، أو حزن ، أو بسط ، أو قبض ، أو شوق ، أو انزعاج ، أو هيبة ، أو اهتياج . « فالأحوال : مواهب ، والمقامات مكاسب . والأحوال تأتي من عين الجود ، والمقامات تحصيل ببذل المجهود . وصاحب المقام متمكّن في مقامه ، وصاحب الحال مترقّ عن حاله » ، وقالوا : « الأحوال كاسمها ، يعني أنّها كما تحلّ بالقلب تزول في الوقت » [3] . ويقول السراج الطوسي : « المقام معناه مقام العبد بين يدي الله عزّ وجلّ ، فيما يقام فيه من العبادات والمجاهدات والرياضات والانقطاع إلى الله عزّ وجلّ ، أمّا
[1] الرحمن : 46 . [2] الرسالة القشيرية ، مصدر سابق : ص 124 . [3] المصدر نفسه : ص 125 .
317
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 317