نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 300
الختام ، فإنّ الشريعة الأفضل والأتمّ لازم وجود ولاية أكمل وسير وسلوك أتمّ ، وقد عرفت أنّه صلّى الله عليه وآله كان الأوحدي في مقامه ومرتبته فلا مقام فوق مقامه ، وقد مرّ ذلك في قوله تعالى : * ( وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) * [1] ، وعليه إذا اكتملت مراتب الولاية به وارتقى قمّة هرمها فإنّه من الطبيعي جداً أن تكون شريعته هي الخاتمة بمعنى الأتمّ والأكمل . ومن هنا نفهم أنّ العرفاء غير المعصومين مهما وصلوا وارتقوا فإنّهم لم ولن يبلغوا مقام الرسالة والولاية التي ارتقاها الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ، وبذلك ننتهي إلى نتيجين مهمّتين : الأولى : هي عدم حاجة البشرية إلى شريعة أخرى غير شريعة الخاتم صلّى الله عليه وآله لأنّها هي الخاتمة بمعنى الأكمل والأتمّ . الثانية : هي احتياج الجميع من أتباع الشرائع السماوية السابقة والديانات الوضعية إلى شريعة الخاتم ما داموا طالبين الكمال والتكامل . إنّ رسالة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وولايته الأتمّ تمثّلان دفّتي الدِّين وظاهره وباطنه . فظاهر الدين القيّم هو هذه الرسالة والشريعة التي هي في متناول الأيدي من أحكام عبادية ومعاملاتية وأخلاقية ، وأمّا باطنه فإنّه الولاية بعينها والمتمثّلة بمجموع المعارف الإلهيّة التي تزوّد وتحقّق بها الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله في السفر الثاني من أسفاره الأربعة ، وبذلك تفهم أنّ الحاكم في ظاهر عالم الملك والمادّة والطبيعة هو الرسالة ، وأنّ الحاكم في باطن ذلك هو