responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 298


الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله [1] . وما أروع وأدقّ وصفه حيث يُعبّر عنه بأنّه « دوّار » حيث لم يجلس في محلّ إقامته وطبابته ليراجعه الناس وإنّما هو يقصد المرضى بنفسه يطرق الأبواب ويجوب الأزقّة والشوارع حيث يُطهِّر القلوب ويُزكّي النفوس ، فيُبدل قسوتها رأفةً ورحمةً ، وجفاءها وصلاً وقرباً ، وموتها حياةً .
فوظيفة السالك والعارف في السفر الرابع هو مداواة الناس ، وذلك من خلال إيصال الشريعة المقومّة لحياة الإنسان والمنظّمة لكلّ حركاته وسكناته في حياته العملية ومعتقداته العقلية والقلبية .
فالعارف هنا هو صاحب نبوّة التشريع الحقيقية حيث يكون نبيّاً بالمعنى الاصطلاحي فيبيّن الأحكام الشرعية من أوامر ونواه في دائرتي العبادات والمعاملات ، وبذلك يفترق هذا السفر عن سابقه حيث كان للسالك في سفره الثالث حظّ من النبوّة ، أي لا يكون صاحب شريعة ، بخلاف ما هو عليه الحال في السفر الرابع من أنّه سيكون صاحب شريعة ; * ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) * [2] .
ومن الواضح أنّ هذه النبوّة التشريعية ليست ثابتة لكلّ سالك وعارف وإنّما هي الهبة الإلهيّة والسفارة الربانية التي لم تُعط إلاّ لعدد قليل منهم ، فهي منحصرة بعدد مُعيّن وقد أُغلقت دائرتها بنبوّة الخاتم



[1] يقول عليه السلام فيه صلّى الله عليه وآله : « طبيب دوّار بطبّه قد أحكم مراهمه وأحمى مواسمه ، يضع ذلك حيث الحاجة إليه من قلوب عُمي وآذان صُمّ وألسنة بكم ، متتبّع بدوائه مواضع الغفلة ومواطن الحيرة » انظر : نهج البلاغة ، نسخة المعجم المفهرس ، مصدر سابق : ص 47 ، الخطبة « 108 » .
[2] المائدة : 48 .

298

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست