نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 282
وهو الأقصى في قوس الصعود [1] ، فما أرفع همّته وما أعظم وعاءه وقوّة استعداده ! فهو صلّى الله عليه وآله القدوة وهو الأسوة . * ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) * [2] ، ولذا يجب علينا نحن المتأسّين به صلّى الله عليه وآله أن تعلو همّتنا « فإن المرء يطير بهمّته كالطير يطير بجناحيه » [3] . جدير بالذكر أنّ الشريعة المقدّسة التي ظاهرها مجموعة الأحكام الشرعيّة يكمن باطنها في المعارف الحقّة في السفر الثاني ، والتي يغترف منها السالك ويتحقّق بها بقدر استعداداته وحجم وعائه ، فلا تغفل عن الجمع بين الظاهر والباطن فذلك هو الدين القيّم . الخصوصيّة الرابعة : وهي ما تتعلّق بالعزلة والعود ، فقد عرفت أنّ
[1] عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال : « لمّا عرج برسول الله صلّى الله عليه وآله انتهى به جبرئيل إلى مكان فخلّى عنه ، فقال له : يا جبرئيل تخليني على هذه الحالة ؟ فقال : امضِ ، فو الله لقد وطئت مكاناً ما وطئه بشر وما مشى فيه بشر قبلك » ، أصول الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ، ص 442 . وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال « . . . ثمّ مضى به جبرئيل عليه السلام حتى انتهى به إلى موضع . . . فال له : أمضِ يا محمد ، فقال له : يا جبرئيل تدعني في هذا الموضع ؟ فقال : فقال له : يا محمد لَيس لي أن أجوز هذا المقام ، ولقد وطئت موضعاً ما وطئه أحد قبلك ، ولا يطأه أحد بعدك ، قال : ففتح الله له من العظيم ما شاء الله » ، بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 18 ص 403 ، ح 106 . [2] الأحزاب : 21 . [3] الطوسي ، نصير الدين ، كتاب آداب المتعلمين ، تحقيق : محمد رضا الحسيني الجلالي ، نشر مؤسسة بضعة المختار لإحياء تراث أهل البيت عليهم السلام ، قم ، الطبعة الأولى ، 1422 ه : ص 85 .
282
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 282