نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 253
إلى حقيقة احتجابنا عنه ، فيقول جلّ وعلا : * ( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) * [1] . فإنّية النفس والذات مانعة عن الانفتاح على ذلك الأفق النوراني الذي لا يحدّه حدّ . إذن ينبغي أن يكون الهدف الأسمى هو العود إلى ذلك الأصل واندراج وانطفاء ذواتنا في طيّ الذات الواجبة كما تندرج القطرة في البحر ، وهذا هو معنى الفناء الحقيقي للذات ، فلا غضاضة بعد ذلك إذا ما سُئلت القطرة : ما أنتِ ؟ فتقول : أنا البحر . وذلك هو كمال الانقطاع إلى الله تعالى . عن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام : « إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك . . . » [2] ، وفي ذلك يقول السيّد الخميني رحمه الله : « كمال الانقطاع المشار إليه هو الخروج من منزل الذات والذاتيّة ومن كلّ شيء وكلّ شخص للارتباط به والانقطاع عن الغير . . . » [3] فيغيب وجوده الظلّي في وجود الحقّ تعالى من خلال المعاينة والشهود ، ولسان حاله هو : < شعر > وجودي أن أغيب عن الوجود * بما يبدو عليَّ من الشهود [4] < / شعر > وفي هذه المراتب الثلاث يقول السيّد الطباطبائي رحمه الله : « فأوّل ما يفنى منهم الأفعال ، وأقلّ ذلك على ما ذكره بعض العلماء ستّة : الموت والحياة والمرض والصحّة والفقر والغنى ، فيُشاهدون ذلك من الحقّ سبحانه كمن يرى حركة ولا يُشاهد مُحرّكها وهو يعلم به فيقوم الحقّ سبحانه في مقام أفعالهم ، فكأنّ فعلهم فعله سبحانه . . . ثمّ يفنى
[1] ق : 22 . [2] القمّي ، الشيخ عبّاس ، مفاتيح الجنان : ص 218 . [3] المظاهر العرفانيّة ، مصدر سابق : ص 41 . [4] الرسالة القشيريّة ، مصدر سابق : ص 133 .
253
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 253