responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 252


معنى القول المأثور « وجودك ذنب لا يقاس به ذنب » [1] . وعندئذ يتخلّص من ذلك المقتضي لوجود النزاع بينه وبين ربّه : « بيني وبينك إنّي يُنازعني » [2] ; فإنّ حجاب الإنّية هو أكثف الحُجب وأعقدها حيث يحتجب القطرُ عن البحر .
وممّا لا شكّ فيه هو أنّنا لا نلتفت إلى حجابيّة « الأنا » ما دُمنا منطلقين منها في كلّ حركاتنا وسكناتنا ، فتغيب بذلك تلك الحقائق العُلويّة عن أبصارنا ، ولا ينبغي الشكّ في كون الباني الأوحد لهذا الحجاب وغيره من الحُجب هو الإنسان نفسه ، فإنّ السالك كلّما اصطدم بحجاب - سواء كان ظلمائياً أو نورانيّاً - فإنّه هو المقوّم له بنفسه . وأمّا الطرف الآخر فإنّه لا يمكن أن يحتجب بأيّ حجاب من تلقاء ذاته لأنّه نور السماوات والأرض ، فكيف يغيب عن أحد ؟
ومن هنا نجد ذلك التعبير القرآني لواقع الحال الذي نحن عليه يُنبّه



[1] الأنصاري ، أبو إسماعيل عبد الله ، منازل السائرين ، شرح : كمال الدِّين عبد الرزّاق القاساني ، تحقيق وتعليق محسن بيدارفر ، انتشارات بيدار ، قم ، الطبعة الثانية ، 2002 م : ص 302 . وهذا المقطع الشعري ينقله إلينا ابن خلكان في ترجمته للجنيد ، حيث يقول : قال الشيخ الجنيد : ما انتفعت بشيء انتفاعي بأبيات سمعتها من جارية تقول : إذا قلتُ : أهدى الهجر لي حلل البلى تقولين : لولا الهجر لم يطلب العيشُ وإن قلتُ : هذا القلب أحرقه الهوى تقولين : بنيران الهوى شرف القلبُ وإن قلتُ : ما أذنبتُ ؟ قلت مجيبة : حياتك ذنبٌ لا يُقاس به ذنبُ وفيات الأعيان ، لابن خلكان ، نشر مؤسّسة الشريف الرضي ، قم : ج 1 ، ص 374 .
[2] هذا صدر بيت شعر ، وعجزه هو « فارفع بلطفك إنّي من البينِ » وهو من أشعار الحسين بن منصور الحلاّج ، انظر : ديوان الحلاّج ، وضع حواشيه وعلّق عليه : محمد باسل عيون السود ، دار الكتب العلميّة ، الطبعة الثانية ، 1423 ه‌ - ، بيروت : ص 57 ، وأيضاً : الحكمة المتعالية في الأسفار العقليّة الأربعة ، مصدر سابق : ج 1 ، ص 116 .

252

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست