نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 226
الغيبي الإضافي المختصّ حكمه بباطن الإيمان وروحه وحقيقته . الثالثة : هي مقام المشاهدة ، وهو فوق مقام « كأن » كما هو المرويّ عن قطب الأولياء ، سيّد الموحِّدين والمشاهدين علي عليه السلام : « كيف أعبد ربّاً لم أرَهُ » وهذا هو المعاملة مع الحقّ في مقام السير الغيبي [1] . ثمّ إنّا إذا تأمّلنا في حال هذه الطبقات الثلاث وجدناها تشترك في أمور ، وتختصّ بأمور ، فما يمكن أن يوجد من أنحاء التوجّه والانقطاع في الطبقة الثالثة ، وهي طبقة سائر الناس وعامّتهم ، يمكن أن يوجد في الأوليين من غير عكس ، وما يمكن أن يوجد في الثانية يوجد في الأولى من غير عكس . من هنا عيّنت الشريعة الإسلاميّة أحكاماً نظرية وعمليّة عامّة مشتركة بين جميع الطبقات ، بنحو لا يمكن إهمالها مطلقاً ، من الواجبات والمحرّمات ، ثمّ ذكرت أحكاماً مختصّة لكلّ طبقة طبقة ، فربّ مباح أو مستحبّ أو مكروه بالنسبة إلى الطبقة الثانية أو الثالثة ، يكون واجباً أو محرّماً بالنسبة إلى الطبقة الأولى ، لأنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين . إلاّ أنّ ذلك كذلك عندهم لا يتعدّاهم إلى غيرهم . وتخصّها أيضاً بأمور وأحكام غير موجودة في الثانية والثالثة ، ولا غير هذه الطبقة تكاد تفهم شيئاً من تلك المختصّات ، ولا يهتدي إلى طريق تعليمها .
[1] ابن فناري ، محمّد بن حمزة العثماني مصباح الأنس في شرح مفتاح غيب الجمع والوجود ، لصدر الدِّين محمد بن إسحاق قونوي ، تعليق : ميرزا هاشم بن حسن بن محمد علي الكيلاني أشكوري وآية الله حسن حسن زادة آملي : ص 22 .
226
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 226