نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 225
وعد إنسان أو عمل مسبّب ، ما لا نركن جزءاً من ألف جزء منه إلى مواعيد الله سبحانه فيما بعد الموت والحشر والنشر . وأمثال هذه التناقضات لا تحصى في اعتقاداتنا وأعمالنا ، وكلّ ذلك من جهة الركون إلى الدُّنيا ، فإنّ انكباب النفس على المقاصد الدنيويّة يوجب قوّة حصول صورها في النفس ، على أنّها متسابقة إليها ، تذهب صورة ، وتتمكّن صورة ، وتخرج أخرى آناً بعد آن ، وذلك يوجب ضعف هذه الاعتقادات والمعارف الحقّة ، فيضعف حينئذ تأثيرها بإيجاد لوازمها عند النفس « وحبّ الدُّنيا رأس كلّ خطيئة » . [1] وهذه الطبقة لا يمكنها الانقطاع إلى الله سبحانه أزيد من الاعتقادات الحقّة الإجماليّة ، ونفس أجساد الأعمال البدنيّة التي توجب توجّهاً ما وقصداً ما - في الجملة - إلى المبدأ سبحانه في العبادات . وبلسان أهل المعرفة كما ذكره الأشكوري في حواشيه على « مصباح الأنس » أنّ مراتب الإيمان على ثلاث : الأولى : فعل ما ينبغي لما ينبغي ; أي متابعة الأوامر والنواهي الإلهيّة قولاً وفعلاً ، وهذا هو المعاملة مع الحقّ في مقام النفس والحسّ الظاهر . الثانية : وهي التي أجابها النبيّ صلّى الله عليه وآله عند سؤال الإحسان : « أن تعبد الله كأنّك تراه » وهي عبارة عن استحضار الحقّ على ما وصف به نفسه في كتبه وعلى ألسنة رسله وأوليائه المعصومين عليهم السلام . وبعبارة أخرى : العلم القطعي بتفاصيل إخباراته النبويّة من المبدأ والمعاد وما بينهما . وهذا هو المعاملة مع الحقّ في مقام الروح
[1] الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ، باب ذمّ الدنيا ، ح 11 .
225
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 225