نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 224
الثالثة : طبقة المؤمنين وعامّة الناس . وهذه الطبقة يمكنها الاعتقاد بالعقائد الحقّة الراجعة إلى المبدأ والمعاد ، والجريان على طبقها في الأعمّ الأغلب ، وذلك من جهة الإخلاد إلى الأرض واتّباع الهوى وحبّ الدُّنيا ، فإنّ حبّ الدُّنيا وزخارفها يوجب الاشتغال بها ، وكونها هي المقصودة من حركات الإنسان وسكناته ، وذلك يوجب انصراف النفس إليها ، وقصر الهمّة عليها ، والغفلة عمّا وراءها ، وعمّا توجبه الاعتقادات الحقّة من الأحوال والأعمال ، وذلك يوجب ركودها ووقوفها على حالها ، من تأثير لتلك الاعتقادات على صعودها * ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) * [1] ، وجمود الأعمال والمجاهدات والرياضات البدنيّة على ظاهرها وأجسادها ، من غير سريان أحوالها وأحكامها إلى القلب وفعليّة لوازمها ، وهذا من الوضوح بمكان . مثال ذلك : إنّا لو حضرنا عند ملك من الملوك ، وجدنا من تغيّر حالنا وسراية ذلك إلى أعمالنا البدنيّة من حضور القلب والخشوع والخضوع ما لا نجده في الصلاة البتّة ، وقد حضرنا فيها عند ربّ الملوك . ولو أشرف علينا ملك من الملوك ، وجدنا ما لا نجده في أنفسنا ، ونحن نعتقد أنّ الله سبحانه يرى ويسمع ، وأنّه أقرب إلينا من حبل الوريد ، بل يحول بين المرء وقلبه . ونعتمد على الأسباب العادية التي تخطئ وتُصيب اعتماداً لا نجد شيئاً منه في أنفسنا ، ونحن نعتقد أنّ الأمر بيد الله سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، ونركن إلى