responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 195


ونرى هنا أنّه من المفيد أن نذكر بعض ما ورد من أقوال عند العرفاء عن المعرفة العرفانيّة ، ومنها ما ذكره داود بن محمّد القيصري حيث قال :
« وهذا العلم وإن كان كشفيّاً ذوقيّاً لا يحظى منه إلاّ صاحب الوجد والوجود وأهل العيان والشهود ، لكن لمّا رأيت أنّ أهل العلم الظاهر يظنّون أنّ هذا العلم ليس له أصل يبتني عليه ولا حاصل توقّف لديه ، بل تخيّلات شعريّة وطامات ذكريّة لا برهان لأهله عليه ، ومجرّد دعوى المكاشفة لا يوجب الاهتداء إليها بيّنت موضوع هذا الفنّ ومسائله ومباديه ، وما ذكرت من البرهان والدليل إنّما أتيت به إلزاماً لهم بطريقتهم وإفحاماً لهم بشريعتهم فإنّ كشف أهل الشهود ليس حجّةً عليهم ، وظاهر الآيات والأخبار المبيّنة لما يقوله أهل الكشف مؤوّل لديهم ، فوجب أن نقول معهم بلسانهم كما قال تعالى : * ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ) * [1] ، * ( وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ) * [2] . [3] وعن كيفيّة المعرفة بحقيقة الأشياء يقول القيصري في مقدّمة « فصوص الحكم » :
« تظهر تلك الماهيّات ولوازمها تارةً في الذهن ، وأخرى في الخارج ، فيقوى ذلك الظهور ويضعف بحسب القُرب من الحقّ والبُعد عنه وقلّة الوسائط وكثرتها وصفاء الاستعداد وكدره . فيظهر للبعض



[1] إبراهيم : 4 .
[2] القصص : 28 .
[3] القيصري ، داود ، رسالة التوحيد والنبوّة والولاية : ص 7 .

195

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست