نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 168
قال عفيفي في مقدّمة كتاب فصوص الحكم : « لا أرى من الصواب أن نصف مذهب ابن عربي بأنّه مذهب فلسفيّ بحت - إذا اعتبرنا التفكير والترابط المنطقي أخصّ صفات الفلسفة - ولا بأنّه مذهب صوفيّ بحت - إذا اعتبرنا الوجدان والكشف أخصّ مميّزات التصوّف . ولكنّه مذهب صوفيّ فلسفيّ معاً ، جمع فيه بين وحدة التفكير وقوّة الوجدان ، وحاول أن يوفّق فيه بين قضايا العقل وأحوال الذوق والكشف . وربّما انفرد ( الفصوص ) من بين كتبه بأنّه أكمل صورة جمع فيها بين هاتين الناحيتين واستغلّهما إلى أبعد مدىً في تأييد مذهبه في وحدة الوجود » [1] . من هنا جاءت محاولات صدر المتألّهين في الحكمة المتعالية للتوفيق بين الطريقين ، وعدم الاكتفاء بأحدهما دون الآخر . قال في مقدّمة كتابه : « إنّه قد بحث فيه العلوم التألّهية في الحكمة البحثية ، وتدرّعت فيه الحقائق الكشفية بالبيانات التعليميّة ، وتسربلت الأسرار الربّانيّة بالعبارات المأنوسة للطباع » [2] . وكيف كان فنحن عندما ننتقل من مرحلة المنبع ، ومن مرحلة الطريق لفهم الرؤية العرفانيّة ; أي ننتقل من مقام الثبوت ، نجد بأنّه لا يوجد هناك أيّ فارق بين المنهج الفلسفي وبين المنهج العرفاني والرؤية الكونيّة العرفانيّة ؛ حيث إنّ العارف في مقام الإثبات يحاول أيضاً أن يستدلّ ببراهين عقليّة مقدّماتها يقينيّة .
[1] فصوص الحكم والتعليقات عليه ، أبو علاء عفيفي ، مصدر سابق : ص 11 . [2] الحكمة المتعالية في الأسفار العقليّة الأربعة ، مصدر سابق : ج 1 ص 9 .
168
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 168