نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 167
لذا حاول جملة من المختصّين في هذا المجال معالجة هذه الإشكاليّة من خلال وضع قواعد وضوابط للمعاني العرفانيّة ، كالذي كتبه عبد الرزّاق القاساني في كتاب « اصطلاحات الصوفيّة » حيث بيّن فيه مراد العرفاء من الاصطلاحات الواردة على ألسنتهم . وبالعودة إلى السؤال المطروح في أوّل هذا البحث حول مشكلة الاستدلال عند العرفاء نشير إلى أنّ كتب العرفاء على قسمين : الأوّل : قسم من كتب العرفاء بيّنت مكاشفاتهم ، وما وصل إليه العارف في ذلك من دون ذكر الاستدلال أو البرهان بل ذكرها بعنوان المكاشفات ، ولا ندري أنّها صحيحة أو سقيمة ، مطابقة للواقع أو غير مطابقة ، تتنافى مع مكاشفات الآخرين ، أو لا تتنافى ، باعتبار أنّ مكاشفات العرفاء قد تتناقض فيما بينها ، قال في تمهيد القواعد : « فإنّ ما يجده بعض السالكين ، قد يكون مناقضاً لما يجده البعض الآخر منهم ، ولهذا قد ينكر البعض منهم البعض الآخر في إدراكاتهم الذوقيّة ، ومعارفهم الوجدانيّة الكشفيّة » [1] . الثاني : الكتب التي بيّنت مكاشفات العرفاء مع الإشارة الإجماليّة في بعض الأدلّة والبراهين الفلسفيّة . وأكثر التصانيف التي كتبت في العرفان كانت الصبغة الغالبة عليها هي القسم الأوّل ، أي بيان المدّعيات والمكاشفات فقط من دون ذكر الدليل والبرهان عليها ، إلاّ ما نجده في كتاب « فصوص الحكم » والمقدّمات التي دوّنها القيصري لفهم هذا الأثر .