نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 164
بجميع طرق العقول من البرهان والجدل والوعظ كلّ البيان ، وقطعوا في شرحها كلّ طريق ممكن . ومن هنا يعلم أنّ لها مرتبة فوق مرتبة البيان اللفظي ، لو نزلت إلى مرتبة البيان دفعتها العقول العادية ، إمّا لكونها خلاف الضرورة عند العرف والناس ، أو لكونها منافية للبيان الذي بيّنت لهم به وقبلته عقولهم . وبهذا يظهر أنّ نحو إدراك هذه المعارف بحقائقها غير نحو إدراك العقول » [1] . وهو الإدراك الفكري القائم على الاستدلال العقلي . ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الدائرة التي يقول فيها العقل والاستدلال العقلاني كلمته ، تختلف عن تلك التي يقول فيها العرفان والمكاشفة مقولته ، فليس أحدهما في عرض الآخر حتّى يقع التنافي والتضادّ بينهما ، وإنّما يأتي دور المكاشفة حيث ينتهي دور العقل . يقول الغزالي : « لا يجوز في طور الولاية ما يقضي العقل باستحالته ، نعم يجوز في طور الولاية ما يقصر العقل عنه ، بمعنى أنّه لا يدرك بمجرّد العقل ، ومن لم يفرّق بين ما يحيله العقل وبين ما لا يناله ، فهو أخسّ من أن يخاطب ، فليترك وجهله » [2] . وقال أيضاً : « ثمّ إنّ بعض أسرار الدِّين وأطوار الشرع المبين بلغ إلى حدّ ما هو خارج عن طور العقل الفكري ، وإنّما يعرف بطور
[1] رسالة الولاية ، مصدر سابق : ص 8 . [2] نقلاً عن الرسائل ، صدر الدِّين محمّد الشيرازي ، مكتبة المصطفوي ، قم ، إيران : ص 283 .
164
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 164