responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 163


من خلال الأمثلة ، وإلاّ فتلك الحقائق لا يمكن معرفتها إلاّ بأن يراها الإنسان ويشاهدها [1] .
وهذه طريقة القرآن الكريم في تكليمه للناس ، فهو يصرّح أنّ الحقائق أعظم ممّا يتوهّمه الناس أو يخيّل إليهم ، غير أنّه شيء لا تسعه حواصلهم وحقائق لا تحيط بها أفهامهم ، ولذلك نزّل منزلة قريبة من أفق إدراكهم لينالوا ما شاء الله أن ينالوه من حقيقة هذه المعارف الإلهيّة ، كما قال تعالى : * ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) * [2] .
من هنا جاء التأكيد على لسان النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله : « إنّا معاشر الأنبياء نكلِّم الناس على قدر عقولهم » [3] . وهذا التعبير إنّما يحسن إذا كان هناك من الأمور ما لا يبلغه فهم السامعين من الناس وهو ظاهر . وقوله صلّى الله عليه وآله : « نكلِّم » - ولم يقل : نقول أو نبيّن أو نذكر ونحو ذلك - يدلّ على أنّ المعارف التي يبيّنها الأنبياء عليهم السلام إنّما وقع بيانها على قدر عقول أُممهم ، لا أنّه اقتصر بهذا المقدار من المعارف الكثيرة إرفاقاً بالعقول ، اقتصاراً من المجموع بالبعض .
بعبارة أخرى : التعبير ناظر إلى الكيف دون الكمّ ، فيدلّ على أنّ هذه المعارف حقيقتها التي هي عليها ، وراء هذه العقول التي تسير في المعارف بالبرهان والجدل والخطابة ، وقد بيّنها الأنبياء عليهم السلام



[1] يشار إلى ما ذكره في الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 2 .
[2] الزخرف : 3 - 4 .
[3] أصول الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 22 - العقل والجهل .

163

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست