نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 150
* ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) * [1] » [2] . ثمّ يضرب الآملي مثالاً لتقريب وجهة نظره حول وحدة الوجود ، وأنّه ليس في الحقيقة وجود إلاّ للحقّ ، وأنّ الخلق مظاهر وشؤون له تعالى ، فيقول : « لأنّ هذا الفناء والهلاك ليس موقوفاً على زمان وآن ، كما ذهب إليه بعض المحجوبين ، بل هو واقع دائماً من الأزل إلى الأبد على وتيرة واحدة ، كهلاك الأمواج في البحر ، وفناء القطرات في المحيط ، فإنّ الأمواج والقطرات وإن كانت لها اعتباراً عقليّاً وتميّزاً وهميّاً ، لكن في الحقيقة ليس لها وجود أصلاً ؛ لأنّ الوجود الحقيقي للبحر فقط ، والأمواج هالكة فانية في نفس الأمر ، وهذا أمرٌ معقول يعرفه كلّ عاقل ، بل أمر محسوس يعرفه كلّ ذي حسّ . . . فكما أنّ من شاهد البحر والأمواج والقطرات على الوجه المذكور ، وعرف أنّه ليس في الحقيقة وجود إلاّ للبحر ، والأمواج والقطرات معدومات في نفس الأمر لأنّها ساعة فساعة في معرض الفناء والهلاك والزوال ، وليس في الحقيقة وجود إلاّ للحقّ ، والخلق والمظاهر معدومات في نفس الأمر لأنّهم آناً فآناً في معرض الزوال والهلاك ، فإنّه يجوز له أيضاً أن يقول : ليس في الحقيقة ولا في الخارج إلاّ الحقّ ، وهذا معنى قولهم : الباقي باق في الأزل ، والفاني فانٍ لم يزل .
[1] الرحمن : 26 - 27 . [2] الآملي ، حيدر ، أنوار الحقيقة وأطوار الطريقة وأسرار الشريعة ، تحقيق : محسن التبريزي ، منشورات المعهد الثقافي نور على نور ، قم ، الطبعة الأولى ، 2004 م : ص 240 .
150
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 150