نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 149
وهذا هو معنى الآية في القرآن الكريم ; أي أنّ الأشياء لا تملك شيئاً من عند نفسها ، وإنّما فقط تشير إلى أنّ الغير هو المالك والقادر والعالم وهكذا . فجميع ما في العالم لو نظرت إليه منعزلاً عنه سبحانه لم تجده شيئاً ، أمّا لو نظرت إليه بما هي حاكية عنه سبحانه وتعالى لوجدت أنّ لها شيئيّة ، ولكنّ شيئيّتها بالحكاية عن الغير ، وليس لها أيّ شيء آخر . والعارف انتهى من خلال المكاشفات والمشاهدات والرياضات العمليّة ، وبالسير والسلوك إلى الله تعالى بأن لا وجود في هذا العالم إلاّ له سبحانه وتعالى ، فذهب إلى أنّ الوجود واحد . إذن : العارف قائل بوحدة الوجود ، ولكن هذا الوجود له آيات ومظاهر تشير إلى علمه ، وعظمته ، وقدرته ، وإرادته . . . والاعتقاد بوحدة الوجود على هذا النحو ورد كثيراً على ألسنة العرفاء وفي كتبهم ، يقول السيّد حيدر الآملي عن توحيد أهل الحقيقة تحت عنوان : « وحدة الشهود ووحدة الوجود » : « بعد وصولهم إلى التوحيدين المذكورين ، فهو أنّهم لا يشاهدون في الوجود غير الله ولا يعرفون في الحقيقة غيره ، لأنّ وجوده حقيقيّ ذاتيّ ، ووجود غيره عارضيّ مجازيّ في معرض الفناء والهلاك آناً فآناً ، لقوله : * ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) * [1] . ولقوله تعالى :