نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 148
الظلّ لنوره سبحانه الذي جاء في قوله تعالى : * ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) * [1] . ومن الواضح أنّ حقيقة الظلّ هو عدم النور . قال الراغب في المفردات : « يُقال لكلّ موضع لم يصل إليه الشمس ظلّ » [2] ، وعلى هذا فحقائق الأشياء وأعيانها إنّما هي ظلّ الحقّ سبحانه ، ومدّها إنّما يكون بإظهارها باسمه النور الذي هو الوجود الظاهر ، الذي يظهر به كلّ شيء ويبرز إلى فضاء الوجود . وقوله : * ( ولو شاء لجعله ساكنا ) * أي ثابتاً في العدم الذي هو خزانة وجوده ، لا العدم الصرف بمعنى اللاشيء فإنّه لا يقبل الوجود أصلاً ، وما ليس له وجود في الباطن وخزانة علم الحقّ الفعلي كأُمّ الكتاب واللّوح المحفوظ ، لم يمكن وجوده أصلاً في الظاهر . فيكون معنى الإيجاد والإعدام - على أساس هذه الرؤية - ليس إلاّ إظهار ما هو ثابت في الغيب وإخفاؤه فحسب ، وهو الظاهر والباطن وهو بكلّ شيء عليم . من هنا جاء التعبير بالقبض * ( ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا ) * والقبض دليل على أنّ الإفناء ليس إعداماً محضاً ، بل هو بمعنى الرجوع إليه تعالى . لذا جاء التعبير : * ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ ) * [3] ، * ( وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) * [4] .
[1] النور : 35 . [2] المفردات في غريب القرآن ، مصدر سابق : ص 314 . [3] الأنبياء : 104 . [4] الزمر : 67 .
148
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 148