نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 13
بفضل التجربة الحسّية ، فالعارف الذي قد حقّق تقدّماً في سيره العرفاني ينظر إلى عالم الوجود على أنّه مظاهر لنور الباري جلّ وعلا ، وكأنّ كلّ ظاهرة من ظواهر العالم مرآة تعكس الجمال الأحدي ، وهو لا يرى وجوداً استقلاليّاً لأيّ موجود ما عدا الذات الإلهيّة المقدّسة . وهذا اللون من المعرفة لا يحصل إلاّ في ظلّ العمل المخلص بأحكام الدِّين ، وفي الواقع فإنّه الثمرة الرفيعة والنهائيّة للدِّين الحقيقي . وهذا هو النور المعنوي الذي يفيضه الله سبحانه على قلوب أحبّائه [1] . وفي موضع آخر يقول : « يُطلق العرفان في اللغة على العلم ، ويطلق اصطلاحاً على لون خاصّ من الإدراك وهو الحاصل عن طريق تركيز الالتفات إلى باطن النفس ( وليس من طريق التجربة الحسّية ولا من طريق التحليل العقلي ) فخلال السير والسلوك عادةً تتمّ مكاشفةٌ تُشبه « الرؤيا » . وأمّا أرباب اللغة فقد أشاروا إلى أنّ « العرفان » مشتقّ من مادّة « عرف » ، فهو والمعرفة بمعنى واحد . قال ابن منظور ما ملخّصه : « عرف : العرفان : العلم . . عَرَفَه . . يَعْرفُهُ . . عَرَفَه . . عِرْفَةً وعِرفاناً وعِرفّاناً ومَعْرِفَةً . ورجلُ عروفٌ : عارفٌ ، يعرفُ الأمورَ ، ولا ينكرُ أحداً رآهُ مرّةً . والعريفُ والعارفُ بمعنى مثل عليم وعالم . . والجمع عُرَفَاء . . والذي حصّلناه للأئمّة : رجلُ عارفٌ ، أي صبور ، وعريفُ القوم : سيّدهم ، والعريف : القيّم والسيّد ; لمعرفته بسياسة القوم . . والعريفُ :
[1] اليزدي ، محمّد تقي مصباح ، محاضرات في الأيديولوجيّة المقارنة ، ترجمة محمد عبد المنعم الخاقاني ، دار الحقّ ، قم ، الطبعة الأولى ، رقم التسلسل : 61 : ص 20 - 21 .
13
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 13