نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 67
العرفان والتصوّف يمثِّل العرفان - في ضوء ما تقدّم - نظاماً معرفيّاً متكاملاً ، ينطوي على جانبين أساسيّين : عملي ونظري ، وهكذا التصوّف الحقيقي فإنّه ينطوي على هذين الاتّجاهين ; ففي الجانب العملي هو التجربة الحقيقيّة للعارف ، يمارسها عن طريق ترويض النفس ، وتنقية القلب وصقله بواسطة المجاهدات الروحيّة ، وبهذا يحصل على التقوى والزهد ، وعدم الاعتناء بالدُّنيا وغيرها من الدرجات التي يصل إليها الصوفي . وأمّا الجانب النظري فهو يشابه إلى جانب كبير منه العرفان النظري . هذا التشابه جعل الكثيرين لا يميّزون بين العرفان والتصوّف إلى حدٍّ جعلوهما أمراً واحداً . والحقّ أنّه يوجد فرق من ناحية المعنى لهذين المصطلحين اللّذين يأتيان بشكل مترادف . فالتصوّف منهج وطريقة زاهدة ، مبتنية على أساس الشرع وتزكية النفس ، والإعراض عن الدُّنيا من أجل الوصول إلى الحقّ تبارك وتعالى والسير باتّجاه الكمال . أمّا العرفان فهو مذهب فكري ، وفلسفي ، متعال وعميق ، يسعى إلى معرفة الحقّ تبارك وتعالى ، ومعرفة حقائق الأمور ، وأسرار العلوم ، وليس طريقه هو منهج الفلاسفة والحكماء ; بل هو منهج الإشراق
67
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 67