responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 68


والكشف والشهود [1] .
وبهذا التمييز بين المفهومين يمكن إزالة بعض الالتباسات والإشكالات التي وقع فيها البعض لجهة اعتبار بعض الأمور العمليّة التي يقوم بها أهل الصوفيّة من البِدع والانحرافات التي لا أساس لها في الدِّين الإسلامي ، واعتبارها خارجة عن الشريعة .
وهذا ما كان سبباً ودافعاً رئيسيّاً لإلحاق الهجوم على التصوّف بالهجوم على العرفان على حدٍّ سواء ، فوجدت في التاريخ جماعات مناهضة للعرفان ومتحاملة عليه ، بل اتّجهت إلى تسفيه العرفان وأهله مستندةً في ذلك إلى الطرق والأعمال الصوفيّة المناقضة في كثير من الأحيان لتعاليم الإسلام .
وفي تحليله لما ورد على لسان ابن سينا وغيره في صفات العارف اعتبر البعض أنّ العارف أعلى مقاماً ومرتبةً من الصوفيّ ، فكلّ عارف هو صوفي ، وليس كلّ صوفي عارف . فعرفاء مثل مولوي وحافظ يرون أنّ الصوفي مبتدئ ، وقاصر النظر ، ويهتمّ فقط بظواهر التصوّف ، مثل اللّباس ، والخرقة ، وما يماثلها ، ويعتبرونه بسيط الفكر ومتعصّباً ، وقاصر النظر . أمّا العارف فهو عالمٌ بصير ، باطنه ملؤه الصفاء ، وقلبه ملؤه الإشراق ، فقد أشرقت وتلألأت روحه بنور الحكمة الإلهيّة [2] .
أمّا الدوافع والأسباب التاريخيّة للخلط بين العرفان والتصوّف على المستوى العملي فهو أنّه في بعض الأحيان عندما نطلق العرفان نريد



[1] مقدّمات تأسيسيّة في التصوّف والعرفان ، مصدر سابق : ص 12 .
[2] المصدر نفسه : ص 13 .

68

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست