نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 386
من هنا يرى كلّ ما قسّم له واصلاً إليه ، وكلّ ما لم يقدّر له ممتنع الحصول له ، فلا يلحّ في المسألة ولا يسأل أحداً شيئاً ، إلاّ إذا ظنّ أنّ المطلوب يمكن أن يكون موقوفاً على السؤال ، فسأل وأجمل في السؤال والطلب . وهذا المقام لا يحصل للإنسان إلاّ بعد أن يكون أعلم الناس بالله تعالى ، عن ليث المرادي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « إنّ أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عزّ وجلّ » [1] وذلك لأنّ الرضا به ثمرة المحبّة ، والمحبّة تابعة للعلم به تعالى ، فكلّما زاد العلم زادت المحبّة ، وكلّما زادت المحبّة زاد الرضا به ، ألا ترى أنّ المحبّة إذا بلغت حدّ الكمال وجد المحبّ كلّما صدر من الحبيب لذيذاً موافقاً لطبعه ، وإن كان كريهاً بالنسبة إلى الغير . وبهذا يتّضح أنّ للرضا بقضاء الله وقدره مراتب متعدّدة قابلة للشدّة والضعف ، وذلك لأنّ الرضا تابع للعلم والمعرفة ، وحيث إنّهما لهما مراتب مختلفة ، فيكون الرضا أيضاً كذلك . معنى رضا الله عن عبده يعدّ رضاه تعالى من أوصافه الفعليّة دون الذاتيّة ، فإنّه لا يوصف لذاته بما يصير معه معرضاً للتغيير والتبدّل ، كأن يعرضه حال السخط إذا عصاه ثمّ الرضا إذا تاب إليه ، وإنّما يرضى ويسخط بمعنى أنّه يعامل عبده معاملة الراضي من إنزال الرحمة وإيتاء النِّعمة ، أو معاملة الساخط من منع الرحمة وتسليط النقمة والعقوبة . ولذلك كان من
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ص 60 ، الحديث : 2 .
386
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 386