نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 385
تكرّر في القرآن الكريم أنّ المؤمنين يرضون عن الله سبحانه ، قال تعالى : * ( قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) * [1] ، ومن الواضح أنّ الرضا عنه تعالى لا يكون إلاّ بالرضا عن كلّ ما قدّر وقضى ، كما تقدّم في قوله عليه السلام : « رأس طاعة الله الصبر والرضا عن الله فيما أحبّ العبد أو كره » . وإنّما كان « هذا من أوائل مسالك أهل الخصوص » لأنّ من رضي عن الله بكلّ ما قضى وقدّر ، فقد خرج عن حظوظه وفنت إرادته في إرادة الله ، ومقام الخصوص الخروج عن النفس بفنائها في الله ، والخروج عن الصفة أوّل مسالك الخروج عن الموصوف ومبدثه . ومعنى « استواء الحالات عند العبد » هو أن لا يفرح بحصول مرغوب ولا يحزن بفواته ، ولا يساء ولا يغتمّ بوقوع مكروه ولا يفرح بزواله ، ويتساوى عنده النِّعمة والبلاء والشدّة والرّخاء والسرّاء والضرّاء ; لأنّه مريد بإرادة الله تعالى لا بإرادة نفسه ، ومَن هذه صفتهُ يرى كلّ ما أصابه بإرادة الله تعالى . عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « عجبت للمرء المسلم لا يقضي الله عزّ وجلّ له قضاءً إلاّ كان خيراً له ، وإن قُرض بالمقاريض كان خيراً له ، وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له » [2] .
[1] المائدة : 119 . [2] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ص 62 ، الحديث : 8 .
385
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 385