نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 387
الممكن أن يحدث له الرضا ثمّ يتبدّل إلى السخط أو بالعكس . ورضاه سبحانه عن عبده ، قد يكون رضىً عن أعمالهم كما في قوله تعالى : * ( وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) * [1] ، وقوله : * ( وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ) * [2] ، وقد يكون عن أنفسهم وذواتهم كما في مورد الآية * ( رَضِىَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ ) * [3] حيث دلّ على أنّ الله يرضى عن أنفسهم ، وبين القسمين من الرضا فرق ، فإنّ رضاك عن شيء هو أن لا تدفعه بكراهة ، ومن الممكن أن يأتي عدوّك بفعل ترضاه وأنت تسخط على نفسه ، وأن يأتي صديقك الذي تحبّه بفعل لا ترضاه . ثمّ إنّ رضاه تعالى لا يتعلّق بأنفسهم ما لم يحصل غرضه - جلّ ذكره - من خلقهم وقد قال تعالى : * ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) * [4] ، فالعبوديّة هي الغرض الإلهي من خلق الإنسان ، فالله سبحانه إنّما يرضى عن نفس عبده إذا كان مثالاً للعبوديّة ، أي أن يكون نفسه نفس عبد لله الذي هو ربّ كلّ شيء ، فلا يرى نفسه ولا شيئاً غيره إلاّ مملوكاً لله ، خاضعاً لربوبيّته لا يؤوب إلاّ إلى ربّه ولا يرجع إلاّ إليه كما قال في سليمان وأيّوب * ( نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) * [5] . ولا يصل الإنسان إلى مقام أن يرضى الله تعالى عنه ، إلاّ إذا بلغ طهارة النفس من الكفر بمراتبه ، وعن الاتّصاف بالفسق كما قال تعالى :