نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 320
إلى الله ، فيقف فيها فترة من الزمن مجاهداً في إطارها ، حتّى يهيّئ الله سبحانه له سلوك الطريق إلى المنزل الثاني ، لكي يتدرّج في السموّ الروحي من شريف إلى أشرف ، ومن سام إلى أسمى ، وذلك كمنزل التوبة الذي يهيّئ إلى منزل الورع ، ومنزل الورع يهيّئ إلى منزل الزهد ، وهكذا حتّى يصل الإنسان إلى منزل المحبّة وإلى منزل الرضا . وهذه المنازل لا بدّ لها من جهاد وتزكية ، ولذلك قالوا عنها : إنّها مكتسبة . إنّها اجتهاد في الطاعة ومواصلة في التسامي في تحقيق العبودية لله تعالى . أمّا الأحوال ، فإنّها السمات الروحيّة التي تهبّ على السالك ، فتنتعش بها نفسه لحظات خاطفة ، ثمّ تمرّ تاركة عطراً ، تشوّق الروح للعودة إلى تنسّم أريجه ، وذلك مثل الأنس بالله . من هنا قيل : الأحوال تأتي من عين الجود ، والمقامات تحصل ببذل المجهود . خامساً : الاختلاف في عدد المقامات والأحوال المقامات والأحوال عند الصوفيّة والعرفاء عديدة ، وقد اختلف هؤلاء في تعدادها ، وقال المؤرِّخون بأنّ ذا النون المصري ( ت : 245 ه - ) كان أوّل من حدّد معنى المقام والحال ، فهو يعدّد سبع مقامات ثمّ يشير في وقت لاحق إلى تسعة عشر مقاماً أوّلها الإنابة وآخرها التوكّل ، والجنيد بن محمّد حدّدها بأربعة مقامات وهي توبة تحلّ الإصرار ، وخوف يزيل الغرّة ، ورجاء مزعج إلى طريق الخيرات ، ومراقبة الله في خواطر القلوب . وقال السرّاج الطوسي :
320
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 320