نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 26
« لا يزال العبد يتقرّب إليَّ بالنوافل حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها » [1] . فإذا كان السمع إلهيّاً فإنّه لا يسمع إلاّ الحقّ ، وإذا كان البصر إلهيّاً فإنّه لا يرى إلاّ الحقّ وإذا كان اللسان إلهيّاً فإنّه لا ينطق إلاّ بالحقّ ، وإذا كانت اليد إلهيّةً فإنّها لا تبطش إلاّ بالحقّ ، فيكون هذا العبد إلهيّاً في كلّ حركاته وسكناته . فيكون مصداقاً لقوله : « إنّ المؤمن ينظر بنور الله » [2] . فالعرفان العملي يرتبط بسلوك الإنسان وبعمله . المذهب العرفاني وركائزه في الإسلام للمذهب العرفاني قواعد تختصّ به في الفكر الإسلامي ، ففي الفلسفة يُقال بأنّها جاءت من اليونان ، وعندما انتقلت إلى الإسلام لبست ثوباً جديداً ، وأخذت محتوىً مغايراً ومختلفاً . أمّا العرفان فلا يمكن القول بأنّه جاء من الهند ، أو أنّه كان عند الفرس أو أنّه حصيلة الفلسفة الأفلاطونيّة الجديدة والتي هي بدورها حصيلة لامتزاج أفكار أرسطو وأفلاطون وفيثاغورس ، أو كان في الإسكندرية أو من الديانات الهنديّة أو المانويّة أو أنّه من آثار المسيحيّة وانتقل إلى الإسلام نتيجة لاحتكاك المسلمين بالرهبان المسيحيّين ، أو
[1] الكليني ، محمّد بن يعقوب ، الأصول من الكافي ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، دار الكتب الإسلاميّة ، إيران ، 1388 ه - : ج 1 ، ص 352 . [2] نهج البلاغة ، الخطبة : 218 .
26
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 26