responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 25


ثانياً : العرفان العملي : وهو مرتبط بالسلوك وبالعمل وبالمجاهدة الخارجيّة ولا علاقة لذلك بالرؤية الكونيّة أي بالعرفان النظري .
وهو الذي يتعهّد تفسير وبيان مقامات العارفين ودرجات السالكين إلى القُرب الإلهي بقدم المجاهدة والتصفية والتزكية ، وأمّا الغاية التي يبتغيها العارف في سلوكه فهي الوصول إلى مقام أن لا يرى في الوجود غيره تعالى ، أي أنّ العارف يريد أن يصل إلى مرتبة * ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) * [1] . يريد أن يصل إلى مقام أن يرى الله تعالى أقرب إلى الإنسان من نفسه ؛ لأنّه تعالى * ( يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) * [2] .
فلهذا ورد في كلمات أمير المؤمنين عليه السلام : « إنّ الله جعل الذِّكر جلاءً للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة وتبصر به بعد العشوة وتنقاد به بعد المعاندة ، وما برح لله - عزّت آلاؤه - في البرهة بعد البرهة وفي أزمان الفترات عباد ناجاهم في فكرهم وكلَّمهم في ذات عقولهم » [3] .
وورد عنه أيضاً : « قد أحيى عقله وأمات نفسه حتّى دقَّ جليله ولطف غليظه وبرق له لامع كثير البرق فأبان له الطريق وسلك به السبيل وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة ودار الإقامة وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل قلبه وأرضى ربّه » [4] .
وخلاصة الكلام أنّ العارف السالك إلى الله يريد أن يصل إلى مقام



[1] البقرة : 115 .
[2] الأنفال : 24 .
[3] نهج البلاغة ، الخطبة : 220 .
[4] نهج البلاغة ، الخطبة : 218 .

25

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست